فاصلة:
(الأسلوب المثالي للكتابة الصحفية هو القدرة على مخاطبة خمسمئة شخص بلغة يفهمها الجميع باستثناء المجانين) - حكمة عالمية.
كثيراً ما يطالب القراء كتّابهم بتقديم حلول وعلاج لطروحاتهم، بينما تبدو مهمة الكاتب في كشف الحقائق ونشر المعلومات الصحيحة وتحليل المشكلات، إنما العلاج - من وجهة نظري الخاصة - ليس مهمّة الكاتب، كما أنني شخصياً أرى أن أفكار القراء واقتراحاتهم أكثر قرباً للواقع لسبب بسيط وهو أن الكاتب في تنوع موضوعاته لن يستطيع أن يجسد في واقعه جميع المشكلات التي يكتب عنها.
والصحافة سواء كانت ورقية أو إلكترونية فمهامها تبتعد عن تقديم حلول لمشكلات الناس عن طريق كتاب الزوايا والأعمدة الصحفية؛ لأنها تتجه إلى رصد الوقائع، وتسجيلها والاحتفاظ بها للأجيال المقبلة.
كما أن الصحافة تهتم بقياس الرأي العام إزاء وقائع أو قضايا تاريخية معينة، لكنها أبداً لا تقدم الحلول وإن كانت تساعد الناس في شؤون حياتهم من خلال تقديمها المعلومات أو حتى النصائح من قبل المختصين في المجالات الطبية والاقتصادية والاجتماعية وكل مجالات اهتمام الناس.
لكن يبقى الصحفي وقرينه الكاتب في اتجاه آخر في عملهم حيث إن الهدف ليس قريب ووقتي لعملهم إنما يمتد بامتداد الزمن ولو كان الكاتب يستهدف في كتاباته أن تحل المشكلات لمات محبطاً!!
في دراسة مسحية أجريت عام 2007م استطلع فيها 106 صحفي من 13 بلداً عربياً. قام بإجراء الدراسة المسحية لورانس بينتاك، مدير مركز كمال أدهم للتدريب الصحفي والبحوث في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجيرمي جينجيز الأستاذ المساعد لعلم النفس في الكلية الجديدة للبحوث الاجتماعية.
وتظهر الدراسة أن العديد من الصحفيين العرب يعتبرون أنفسهم على أنهم يعملون من أجل تشجيع التغيير السياسي والاجتماعي في بلدانهم، ومن أجل التصدي للأنظمة غير الديموقراطية.
ويفيد البحث الذي أجري أن الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان والفقر والدفاع عن القضية الفلسطينية والتعليم كانت ضمن أهم عشر مهام تضطلع بها الصحافة العربية.
كنت أتمنى أن أعرف اهتمامات صحافتنا المحلية وما هي أهم الموضوعات التي تضطلع بها، ربما هذا يقودنا إلى معرفة اتجاهات الصحفيين والكتاّب في صحافتنا.
إنما - كقارئة - أستطيع القول إن كتابات أعمدة الصحف مختلفة ومتنوعة والكاتب الناجح هو الذي تختلف حوله الآراء ولا تتفق حول كتاباته؛ لأنه استطاع أن يثير في القراء رغبتهم الدائمة في متابعة مقالاته.