|
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح :
رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية مساء أمس الأول حفل توزيع جائزة التميز البلدي، الذي نظمه المجلس البلدي بمدينة الرياض بمركز الملك فهد الثقافي، وكان في استقبال سموه لدى وصوله صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمين الرياض رئيس المجلس، والمهندس طارق القصبي نائب رئيس المجلس، والمهندس عبدالله بن عبدالرحمن البابطين الأمين العام للمجلس، ومدير مركز الملك فهد الثقافي الأستاذ عبدالرحمن العليق، وأعضاء المجلس البلدي وعدد من المسؤولين في أمانة منطقة الرياض ورؤساء البلديات الفرعية. وقد بُدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم.
كلمة م. القصبي
بعد ذلك ألقيت كلمة المجلس، ألقاها نائب رئيس المجلس المهندس طارق القصبي، رحّب فيها بسمو الأمير والحضور، واستهل كلمته بالحديث عن ركائز المشروع الإصلاحي الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بإعادة تفعيل المجالس البلدية للارتقاء بمستوى أدائها. مشيراً إلى أهم إنجازات وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقال: إن هذا يأتي بدعم واهتمام من سموكم الكريم والإشراف رفيع المستوى والإدارة المحكمة لانتخابات المجالس البلدية التي فاقت في انضباطها وشفافيتها أعرق التجارب المعاصرة، ولعل من أهم ما أثمرت عنه تلك الخطوة المباركة إعادة التلاحم بين المجتمع والأمانات والبلديات وتوسيع دائرة التفاعل بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والقيادات المهنية وأصحاب التجارب من أبناء المجتمع.
واعتبر المهندس القصبي هذه المناسبة وهذا اللقاء المبارك ثمرة أخرى من ثمرات تلك الخطوة المباركة، تؤدي من خلالها واجباً شرعياً ووطنياً واجتماعياً ومهنياً بتكريم المتميزين في العمل البلدي، وإشعار جميع العاملين بأن كل عمل مخلص ومُتقن في خدمة الوطن والمواطنين هو محل تقدير الدولة والمجتمع، وهو أهل للتكريم والعرفان. وتناول المهندس القصبي الجائزة، وقال: لقد انبعثت فكرة منح هذه الجوائز من نظرة إيجابية للدور الرقابي بالمجالس البلدية، وبوركت في الجلسة التي عقدت للمجلس برئاسة سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز. مؤكداً أهمية التحفيز، وقال إنه مقدّم بالدرجة الأولى، والقيادة من خلال الحب والتعاون أكثر تأثيراً في اعتقادنا من القيادة بالتخويف والقسوة، وإننا نرى في المجلس أن الساعات في التنافس الشريف بين العاملين في القطاعات البلدية تسع الجميع حتى يكرم الإنجاز المتميز، وهو أفضل سبيل لتوسيع دوائر الإنجاز بإذن الله.
واسترسل المهندس القصبي في كلمته مبيناً انطلاقة المجلس وبدء مهامه ومسؤولياته في دورته التأسيسية الأولى، حيث بدأ التعرف على العمل البلدي من خلال استعراض ما تقوم به إدارات العموم والبلديات في أمانة الرياض، ووضع خطة عمل على ضوء ذلك، وبعد نقاش مستفيض ودراسة وقراءات متاحة وضع المجلس خطواته التي تتناسب مع عدد أعضائه نسبة إلى مدينة كبرى يسكنها نحو (5) ملايين نسمة.
وقد كانت البداية بأنفسنا أولاً بتجويد عملنا حتى نتمكن من تحسين العمل البلدي، بعد ذلك تم التواصل مع المواطنين والسكان الأعزاء باستقبالهم كل ثلاثاء واللقاء بهم في مناطقهم للتعرف على مشاكلهم وأخذ اقتراحاتهم.
ومضى المهندس القصبي بسرد إنجازات المجلس قائلاً: لقد قام المجلس بمراجعة ميزانيات ومراقبة أداء الاستثمارات وإمكانية التجويد داخل الأمانة واستغلالها المادي والإداري لتستطيع تحمل أعباء خدمة المدينة التي تكبر يوماً بعد يوم.
واسترسل القصبي في سرد إنجازات وخدمات المجلس فقال: لقد كان هدف المجلس البلدي تحسين الخدمة للجميع والابتعاد عن المواضيع الفردية وحصر التحديات التي تواجهها الرياض مع جهد مستمر في تحسين الخدمة وتقديمها بعدالة وشفافية للجميع، كما سعى المجلس مع الجهات الخدمية المختلفة فطبَّق خططها في المدينة، وتابع مطالب المواطنين خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحي الذي يشكل 45 %، واجتمع مع شركة المياه فكان تجاوبها مشكوراً بوضع خطط لتمكين الشبكة بنسبة 85 % خلال 3 سنوات، وبينت أنه سيتم تزويد مدينة الرياض بما يكفي من المياه إن شاء الله. وفي مجال البيئة فقد نسق المجلس مع اللجنة العليا للبيئة التي تتشرف برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالإنابة، وتقوم بجهد مشكور من خلال تناولها لنحو (40) محوراً لتحسين البيئة.
أما موضوع تصريف مياه الأمطار والسيول فهو يحظى باهتمام كبير من المجلس ومن أولوياته؛ حيث قدمت دراسة متكاملة بلغت كلفتها التقريبية نحو 8.5 مليار ريال، ونأمل في توفير الاعتمادات المالية خلال السنوات الثلاث القادمة لدرء خطر السيول عن سكان مدينة الرياض، وتجنب الأخطار التي حصلت في الموسم الماضي.
النقل العام في المدينة
وتناول أيضاً اهتمام المجلس بموضوع النقل العام والتركيز على تنظيم منظومة متكاملة للنقل العام في المدينة، وهي المشكلة الكبرى التي تنتظر قراراً حاسماً لحلها، ويسعى المجلس إلى أن يتم ذلك قريباً، خاصة أنه موضوع مهم بسبب توسع المدينة وزيادة سكانها وكذلك لكثرة السيارات وعدم وجود شبكة متكاملة للنقل العام، وكذلك من المهم إعادة الإعمار للأحياء القديمة التي تتمتع ببنية تحتية متكاملة لإعادة استخدامها والسكن فيها من قِبل المواطنين. لقد وضعت معايير على مستوى رفيع من الهيئة مع التجرد لقياس الذات، ولقد تمت الاستفادة من معايير دولية بجوائز مشابهة، وقد طبقت تلك المعايير بدقة كبيرة - ولله الحمد - وأملنا أن نكون قد حققنا المقصود.
لقد بذل المجلس البلدي جهوداً كبيرة في الوقوف على نقاط القوة والضعف في العمل البلدي خاصة في البلديات الفرعية بمدينة الرياض.
وتمنى في ختام كلمته أن تكون هذه الجوائز حافزاً لبذل المزيد من العطاء لهذا الوطن المعطاء، وسأل الله أن يحفظ هذه البلاد ويديم عزها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
فيلم وثائقي
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً وثائقياً يحكي مسيرة جائزة التميز البلدي، ثم قصيدة شعرية للمهندس ماجد الدربحي رئيس قسم الرخص في بلدية السلي.
نبذة موسعة عن الجائزة
بعد ذلك ألقى الدكتور سليمان بن صالح الرشودي عضو المجلس البلدي رئيس لجنة الجائزة كلمة، رحّب فيها بسمو الأمير منصور بن متعب والحضور، واعتبر في كلمته التنافس حافزاً إيجابياً يسهم في خلق الإبداع ورفع مستوى الأداء. لقد بذل المجلس جهوداً كبيرة من خلال زيارته للبلديات الفرعية والتعرف على كل شيء، وحرصه على تطوير أعمال البلديات؛ ما حدا بالمجلس إلى إيجاد هذه الجائزة للتنافس وإيجاد الحافز الرئيس في تأسيس ثقافة التميز في العمل البلدي فيما يساهم في بناء مجتمع سليم يكفل سلامة المواطن ورفاهيته.
كلمة سمو وزير الشؤون البلدية
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية كلمة، رحّب فيها بالحضور، وعبّر في كلمته عن سعادته بحضور هذه المناسبة من خلال هذا اللقاء المبارك الذي يحظى بتكريم الإخوة الزملاء الفائزين بجائزة التميز البلدي لمدينة الرياض، هذه الجائزة التي تبناها وقدمها المجلس البلدي لمدينة الرياض لتحقيق وتحفيز وتحسين مستوى الأداء في البلديات الفرعية في مدينة الرياض وتحسين نوعية وكمية الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم بهذه المدينة.
وقال سموه في معرض كلمته: إننا نتطلع بتوفيق من الله - عز وجل - إلى أن تحقق هذه الجائزة الأهداف التي وضعها القائمون عليها. مبينا سموه أن الجائزة تهدف إلى تحفيز العاملين في القطاع البلدي في مدينة الرياض. وهنأ سموه الفائزين وتمنى لهم التوفيق.
وفي السياق ذاته عبّر سموه في حديثه للإعلاميين في ختام الحفل عن شكره لسمو أمين منطقة الرياض ورئيس المجلس وللإخوة الأعضاء، مؤكداً أن هذه الجائزة سوف يستفاد منها خلال التطوير مستقبلاً وأن التشكيل الجديد للمجالس البلدية سيكون بعد عام بإذن الله.
تكريم الفائزين بالجائزة
جاء تكريم الفائزين بالجائزة على النحو الآتي:
أفضل رئيس بلدية المهندس محمد صالح الضبعان رئيس بلدية الشمال، أفضل وكيل بلدية المهندس بدر الكريديس بلدية الشميسي، المهندس عبدالله الطيار بلدية الروضة، المهندس فهد الحمود بلدية البطحاء، أفضل بلدية فرعية بلدية عرقة، أفضل موظف إداري المهندس حسن الفريان بلدية العريجاء، المهندس فواز الغامدي بلدية البطحاء، بينما فاز بالمركز الثالث مناصفة المهندس ناصر الضويان بلدية الشميسي، والمهندس نافل البرقاوي بلدية النسيم، أفضل موظف ميداني المهندس يحيى العلوي بلدية السلي، ناصر الرشيدي بلدية نمار، المهندس محمد باصويل بلدية البطحاء.
شكراً للأمير سلمان
من جهته أعرب المهندس طارق القصبي نائب رئيس المجلس البلدي عن خالص شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على ما قدمه ويقدمه لوطنه ومواطنيه ولهذه المدينة الغالية. حفظ الله سموه وأمده بالصحة والعافية.
هذا، وقد تخلل الحفل تقديم الهدايا التذكارية.