من ردود الفعل التي صدرت بعد إعلان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنقاذ العراق، يمكن تشخيص وبدقة من يريد خير العراق ومن يعمل لإبقاء الوضع الشاذ غير الطبيعي فيه الذي يضر ويؤذي العراقيين ويدمر وطنهم ويهدد بتفريق شعبهم فضلاً عن انحدار الخدمات والأوضاع الحياتية من أمور معيشية وخدمات صحية وتدهور مربع الأمن بحيث أصبح العراقي لا يأمن على أمن أسرته ومنزله وحياته.
هذا الضرر والوضع السيئ الذي يحاصر الإنسان العراقي تستفيد منه قوى إقليمية وأجنبية لا تريد أن تعالج الأوضاع وتنهي إشكالات الوضع العراقي؛ ولهذا لم تتردد في إبداء التشكيك والتلكؤ في تأييد المبادرة التي تستهدف مساعدة العراقيين، ومثلما ذكر أكثر من محلل سياسي في العديد من المحطات الفضائية التي اهتمت بالمبادرة من أن مضمون المبادرة والنهج السعودي وما دأبت عليه القيادة السعودية في إنجاز العديد من مبادرات الخير لصالح العرب والمسلمين، يجعل كل من يريد الخير للعراقيين أن يؤيدها ويعمل على تحقيقها، أما من يشكك ويعطي الوقت لمداخلات المشككين ويخصص برامج لإبراز آرائهم فإنما هو يحاول اعتراض إصلاحٍ لوضعٍ شاذ يؤذي ويضر العراقيين فيما يثبت مصالح ومكاسب بعضها محلي وآخر إقليمي وثالث أجنبي، وهؤلاء المستفيدون من الانهيار في الداخل العراقي لا بد وأن يعرقلوا كل محاولة جادة وصادقة لوقف هذا الانهيار ومعالجته لصالح الإنسان العراقي، وهؤلاء يمكن التعرف عليهم بسهولة وبوضوح من تدخلاتهم وآرائهم التي أفردت لها جهاتٌ إعلامية معادية للعرب والعراق مساحةً ضمن مزاعم إبداء الرأي الآخر.