|
الجوف - محمد عبدالواحد الحموان - بقعاء - فهد الشيحان - تصوير - ساير المساعد :
تصاعدت أزمة الشعير بالسوق المحلي وأخذت منحى آخر في ظل شح المنتج بالأسواق حتى بلغت أسعاره قيمة لم تكن تدور بخلد الكثيرين، وأعلن بعض مربي الماشية رغبتهم في استخدام الطحين بدلاً عن الشعير فبات البحث عن الشعير شبيهاً بالتنقيب عن المعادن النفيسة طوابير هنا، وتزاحم هناك، تسابق هنا، وتكدس هناك، وما صرحت به مصادر ل»الجزيرة» أمس الأول عن إستراتيجية قادمة لمراقبة استيراد الشعير من لحظة تصديره في بلد المنشأ وحتى دخوله المملكة وتوزيعه بالأسواق يعتبر خطوة راشدة في سبيل تحرير سوق الشعير من ممارسات الاحتكار والتلاعب التي يقوم بها بعض التجار وبالتالي توفير المنتج بأسعار هادئة في كل أسواق المملكة.
ورصدت «الجزيرة» في أسواق الجوف طوابير ضخمة من السيارات تنتظر حمولات الشعير، وفي سكاكا من يشاهد التزاحم في سوق المواشي والإعلاف لن يتوقع أن هذا الكم من الناس ينتظر عشرة أكياس من الشعير زنة 50 كيلو غرام، حيث ظل مربو المواشي منذ أيام في هذه المواقع لأخذ ما تُقره الجمعية التعاونية لهم من الشعير، وقد فضل البعض افتراش الطرقات والاستظلال بسياراتهم التي تسببت في إغلاق الطريق أمام المارة من كثرة الازدحام.
وقال مربو الماشية بالجوف المواطنون خميس خلف وفرحان سدّاح وجايز عشوي وراشد حريث وسلمان بركة وبشير عواد الرويلي وصنيتان مطلق ل(الجزيرة)، وقد ذكروا أنهم ظلوا مرابطين منذ أيام انتظارا للشعير، وأبانوا أنهم تركوا عوائلهم في البراري، حيث إنهم يأتون إلى السوق من مناطق صحراوية بعيدة، مؤكدين إنهم يواجهون ظروفا صعبة، وطالبوا المسؤولين بتوفير الشعير الذي تبيعه الجمعية ب33 ريالا، بينما وصل سعره في السوق إلى 54 ريالا، وقالوا: إنه ليس باستطاعتهم شراءه بهذه الأسعار وأضافوا: إن الأعلاف المركبة التي يطالب البعض بها غير متوفرة، كما أنها غير مجدية خصوصاً في الشتاء، كما أن النخالة غير متوفرة، حيث يأخذ الواحد منهم 20 كيساً ويسجل اسمه ولا يستطيع أن يأخذ مرة ثانية إلا بعد ثلاثة أشهر.
وقال مواطنون: إنهم ربما يلجأون إلى الطحين (الدقيق) بدلاً عن الشعير في حال استمر الوضع على ماهو عليه، حيث إن الدقيق أقل سعراً بكثير من الأسعار الحالية للشعير، مؤكدين أنه أكثر قيمة غذائية عندما يُخلط مع الشعير، وأعربوا عن مخاوف من أزمة الأسعار ربما ستطال الدقيق لو تحول مربو الماشية الى استخدامه كعلف بدلا عن الشعير. وحول قلة الشعير المدعوم والذي تبيعه الجمعيات التعاونية قال ل(الجزيرة) رئيس الجمعية التعاونية بسكاكا مكمي الحمادي: إن الجمعية توفر من الشعير حسب استطاعتها ومايصلها من الشركة مطالبا الشركة بتوفير عدد كافٍ من السيارات لتغطية حجم الطلب، وأضاف : أمام طوابير الانتظار والطلب المتزايد على الشعير فإنه ليس باستطاعتنا أعطاء أكثر من 10 أكياس للسيارة الواحدة، وأضاف الحمادي: إن الجمعية توزع الشعير أيضاً على محافظة دومة الجندل (50كم غرب سكاكا) ومركز صوير (35كم شمال سكاكا) وأفاد الحمادي: إن الحل يكمن في تنظيم البيع ومنع التلاعب إضافة لحصر أصحاب المواشي وتنظيم توزيع الشعير عليهم بحسب أعداد المواشي.
وفي محافظة بقعاء تصاعدت أزمة الأسعار أيضا وارتفع سعر كيس الشعير حتى وصل 52 ريالا للكيس الواحد وخلّف هذا الارتفاع وراءه معاناة لمربي الماشية سيما وأن بقعاء منطقة رعوية تكثر فيها تربية المواشي!. وقد حدثت أمس حالة من التزاحم وتجمع المواطنون بسياراتهم منذ ساعات الصباح الأولى وظلوا لأكثر من 10 ساعات بأسواق الأعلاف انتظارا لوصول الموزع الذي تبرعت به مؤسسة الراجحي الخيرية بشرط تسليم كل سيارة 10 أكياس فقط! واضطر عدد من المواطنين للنوم في الظل تجنبا لحرارة الشمس تحت سياراتهم خصوصاً كبار السن، وعلى الجانب الآخر تقف الشاحنات الأخرى محملة بأكياس الشعير ولكن صغار المربين يرون أنها لغيرهم من التجار لأن البيع يصل إلى 52ريالا للكيس الواحد وهذا يكلفهم كثيرا في ظل وجود عدد قليل من الماشية لديهم.