يوم الخميس الماضي كنت مدعواً لحضور نشاط ثقافي في دولة الكويت، وكان يصحبني في الرحلة ابناي مساعد وسعود، وحفيدي ماجد وأم البنين طبعاً.
وحينما وصلنا منفذ الرقعي وقدمنا جوازات السفر، انتبه العسكري الذي يقبع بالكابينةإلى أننا خمسة أفراد بينما الجوازات التي نحملها أربعة فقط(!!)، وحينما دققنا بالأمر وجدنا أن جواز مساعد غير موجود وكان علينا في هذه الحالة إما أن نعود كلنا أو نتصل بالرياض لإحضار جواز الابن. ولأن الوقت كان قصيراً لحضور المناسبة، اقترح ضابط الجوازات الملازم عبدالسلام بن ندا بن نهيّر، أن نترك الولد لدى الجوازات أو ضيفاً في بيته، وهذا ليس بغريب على سليل ندا بن نهير الفارس الشجاع والشيخ الجليل وأحد رجالات الوطن الذين أسهموا مع المؤسس في إرساء قواعد هذه الوحدة الوطنية المباركة، وهنا انتبه الملازم ابن نهيّر وكمن يتذكر شيئاً وقال لي (حظك حلو) ألا تدري أن هذا اليوم هو أول يوم من استخدام البطاقة الشخصية الذكية بين البلدين الكويت والمملكة للتنقل والسفر بها؟، وهنا سأل الملازم الولد: هل تحمل بطاقتك؟، ولحسن الحظ أن الولد كان يحملها، ثم قال الملازم -الذي يتصف بالحكمة وتدبير الأمر والذي يبدو أنه ليس من النوع الذي لا يعرف إلا مفردة (ممنوع) أو (ما يصير) أو (لا يجوز) وما إلى ذلك من عبارات الصدّ والمنع وتعقيد الأمور- أقول قال الملازم عبدالسلام: إذاً عليك الانتظار قليلاً ريثما يتم تطبيق هذا النظام الحضاري الجديد (أي التنقل بالبطاقة) بين البلدين والتي نأمل أن يطبق في جميع الدول (اتحاد دول الخليج العربي) ليكون (فعلاً) أحد أساسيات تطبيق الوحدة الشاملة.
جلست أدردش مع موظفي جوازاتنا الكرام الذين يخجلونك باللطف والطيب والكرم والأداء الرائع والمشرف الذي يعكس وجه المملكة الحقيقي في عيون المسافرين، بينما ظل الملازم عبدالسلام يواصل اتصالاته بخصوص تطبيق نظام السفر بالبطاقة بين البلدين الشقيقين اللذين يعتبران بالفعل بلداً وحداً لا سيما وأن أغلب سكان الكويت هم من أصول سعودية (شاء الحاقدون أم أبوا) ممن يريدون بتر هذه العلاقة الاجتماعية التاريخية، ولعل ولدي مساعد الشاعر الشاب الذي ولد في الكويت يعتبر أنموذجاً لهذا الوضع لأنه (سعو.يتي) يعني سعودي ولد في الكويت، لهذا كان هو أول مواطن سعودي يسافر بالبطاقة بين البلدين. وهنا لا يسعنا إلا أن نقول اللهم زد وبارك من هذا التقارب التاريخي والاجتماعي و(العائلي) أيضاً بين البلدين هذا التقارب الذي تحاول النيل منه بعض الأبواق (الشعوبية) الحاقدة التي تريد عزل الكويت عن عمقها العربي بشتى الوسائل والطرق ولكن هيهات هيهات فالأمر أقوى مما يتصور المبغضون.