جودة وقوة تعليمنا لا يقررها سوى مستوى أداء المعلمين داخل فصولهم، وإذا لم تسهم كل إدارات نظامنا التعليمي في تحسين أداء المعلمين فصدقوني أنها ستبقى مجرد مساحيق يتجمل بها مسؤولي تلك الإدارات. ولا شك لدي أن كثيرا من معلمينا يقدمون اليوم لطلابنا مستوى متواضعا من التدريس، خصوصا وأن غالبيتهم ليسوا تربويين. أنا لم أخلص إلى هذا الرؤية النقدية بعد زيارة قمت بها للمدرسة مرتديا مشلحي المذهب، أو بعد زيارة لعدد من الفصول سبقني إليها جيش من المصورين والمحررين الصحفيين وحملة المباخر، أو بعد اطلاعي على تقارير مزركشة منمقة رفعتها إلى شلة «الرأي ما ترونه سعادتكم». لقد خلصت إلى وجهة نظري تلك بعد أن زرت عشرات الفصول وشاهدت بعين التربوي الباحث المتخصص التدريس المتهالك والمتدني الذي يقدمه معلمونا.
كنت في أثناء زياراتي للفصول أشعر بالعطف والتحسر على حال طلابنا عندما أراهم في حالة من الارتباك والحيرة، كنت أسمع وأرى كيف يغتال المعلمون بسلطتهم وبضجيجهم وبسردهم الممل كل الأسئلة التي تتدفق تلقائيا بالفطرة والغريزة من أفواه الطلاب في إطار بحثهم المستميت عن معنى وفهم حقيقي يفسر لهم حقائق الحياة ويبسط لهم مظاهرها العلمية. وسط هذا الصورة التعليمية القاتمة تلقيت اتصالاً شخصياً من معالي نائب وزير التربية أخي فيصل المعمر، لقد عزز ذلك الاتصال المقتضب مع معاليه تفاؤلي بتعليم قادم أفضل.
JAZPING: 5728