رائعة هي تلك اللحظات التي نقف بها جميعاً نلتقط الأنفاس بعد أيام من القلق والسهر والأرق لنحمد الله على سلامة رمز كبير وعلم أشم وطود شامخ ورمز من رموز الإنسانية في مملكتنا الحبيبة، أفنى عمره وكرّس حياته لخدمة وطنه وأمته واصلاً الليل بالنهار ليرى هذا الوطن ذرا مجده تناطح الجوزاء، إنه سليل هذه الدوحة المباركة وابن هذه الأرض الطيبة الطاهرة الذي عمل هو وإخوانه الكرام بكل طاقاتهم ليكملوا مسيرة الأب المؤسس صقر الجزيرة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - في التفاني والإخلاص لبناء مجد هذا الوطن الغالي والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل رفعته ليتبوأ مكان الصدارة في العالمين وليحظى بالمكانة التي تليق به بين دول العالم.
ألا سلمت لنا يا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - وحفظك رب العزة والجلال من كل سوء، ودمت لنا رمزاً خالداً وقصة حية يستلهم منها ومن تفاني سموكم في خدمة الدين والملك والوطن كل الأبناء وكل الأحفاد.لقد ظلت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لأبنائه المواطنين عامة والفقراء والمحتاجين والمنكوبين خاصة بلسماً شافياً وترياقاً ناجعاً ويداً بيضاء حانية تجفف الدمع وترفع الألم وتواسي المنكوب وتأخذ بيد الضعيف وتجبر المكسور وترسم بسمات الأمل على وجوه البائسين، كم كانت فرحة الملايين من أبناء هذا الوطن الغالي المعطاء عندما تكللت عملية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالنجاح، وكم لهجت الألسن بالدعاء والأكف والأيدي بالتضرع والرجاء لخالق الأرض والسماء شكراً على سلامة سموه الكريم - رعاه الله - فاسم سموه الكريم قد نقش في قلب ووجدان كل مواطن سعودي وعُرف سموه على كرمه وتواضعه وشهامته ونبله وحبه للخير، بل إن يد سموه الحانية وصل فيض نداها إلى كل بقاع العالم الإسلامي والتاريخ خير شاهد على ذلك، ووقفات سموه النبيلة الرائعة التي تدل على الكرم العربي في صورته الأصلية وعلى عمق مشاعر سموه الإسلامية الصادقة جعلته سباقاً دائماً للوقوف إلى جانب كل قطر مسلم يتعرض لنازلة أو تدق بابه مصيبة أو كارثة على اتساع رقعة العالم الإسلامي، فما من بلد مسلم تعرض لحرب أو عدوان أو زلزال أو فيضان إلا وفزع سموه الكريم لنجدته وتقديم يد العون والمساعدة له.
إذا كانت عظمة الرجال تتضح وتظهر بأفعالهم لا بأقوالهم فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - رجل الأفعال لا الأقوال فقد ألفناه قليل الكلام كثير الأفعال وأعماله العظيمة الخالدة شاهد، لا تخطئها العين ولا يستطيع أن يتغافل عنها متغافل، بل هي ظاهرة كالشمس في رابعة النهار يرى أثرها ويستشعرها كل من ألقى السمع وهو شهيد.
لقد بدأ سموه الكريم - حفظه الله - ومنذ نعومة أظفاره رحلة البذل والعطاء لهذا الوطن العزيز الذي يعيش في قلوبنا جميعاً، فمنذ الصغر وطوال عمره وهو يعمل بكل جد وإخلاص في كل المجالات فلا تكاد نجد مجالا إنسانيا أو دعويا أو عمليا أو اجتماعيا أو خيريا إلا وله فيه بصمة ويد وعلامة فلم ينفك مؤسسا أو رئيسا أو داعما أو راعيا للعديد من المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدماتها لكل أبناء وطننا الغالي، وإن جهود سموه الكريم - حفظه الله - في تطوير مدينة الرياض وما هي عليه الآن وما وصلت إليه من تنظيم وتطوير وعمارة وجمال ضاهت به أعظم المدن العالمية العصرية لأصدق دليل على الإخلاص في العمل والعزيمة والصبر حتى النجاح. إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي تربى على عشق هذا الوطن وأكمل مع إخوانه مسيرة الأب العظيم كان دوما مثالا على العمل الدؤوب الذي وصل فيه الليل بالنهار والجهد المضني الذي جاء من نفس عالية صادقة وعلى العزيمة الصلبة والهمة الوثابة.
والذين يعرفون سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يعلمون مدى تواضع سموه الكريم ودماثة خلقه ولين جانبه مع كل المواطنين ومدى حبه الكبير لهم، والمتصفح لوجه سموه الكريم - حفظه الله - يعرف بفراسة العربي ما تحمله نفس هذا الإنسان النبيل من شموخ وعظمة ورحمة وما يتصف به من شجاعة وحزم وإباء وعزة وشمم وينم على ما هو عليه من وقار وطيبة وسماحة فلقد انعكس ما يحمل في باطنه من خلق ودين وإيمان فلا تكاد تخطئها فراسة الأريب.
إن قادة هذه البلاد الطاهرة.. قادة عظام وهم مدرسة كبيرة يتعلم منها وفيها كل أبناء الوطن والإيمان والكرم والشجاعة والوفاء والسماحة والبذل والنبل والإيثار والأخلاص والصدق وإن في مسيرة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- مسيرة رجل عظيم الإخلاص ومسؤول كبير يحب الاحتذاء به، وقدوة لكل الأجيال.
فاللهم أدم علينا السعادة في وطننا الغالي، واحفظ قادتنا وولاة أمورنا من كل سوء، والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً على سلامة أمير الإنسانية، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - اللهم أتمم على سموه الكريم ثوب الصحة والعافية وأطل بعمره واحفظه من كل سوء يا رب العالمين.
fahad.al7arbi@windowslive.com