|
تحليل - وليد العبدالهادي
رغبة جامحة للاستهلاك في أمريكا يبوح بها مؤشر ثقة المستهلك وفي المملكة المتحدة يحتفل المضاربون بخبر النمو في الناتج المحلي. ترجم ذلك بنمو سعري في الزوج المجنون.
أما طوكيو فتتعرض لخلل واضح في الميزان التجاري مع ارتفاع شاهق ومقلق للين على حساب التصدير يأتي بقاع قديم وعتيق، وخبر جميل من منطقة اليورو يفيد بعودة الاستهلاك من جديد وسط فرحة عارمة تفتح شهية المنتجين؟
ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف: ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي
العملة الخضراء سجلت قاعين ثنائيين بالقرب من مستوى 76 أمام سلة عملاتها وتعرضت لعملية ارتداد مباغتة من المشترين، وهي الآن تقف عند 78.2 ويرجح أن تمر بمسار جانبي بمجرد ملامسة مستوى 78.7 الإسبوع القادم، أما الذهب الأصفر يتداول عند 1325 دولار للأنصة ويعاني من ضغوط بيعية قد تفقده مستوى 1315 دولار للأنصة وبدء مسار هابط على المدى القصير، وبشأن خام نايمكس وبعد إعلان وكالة الطاقة الأمريكية عن ارتفاع مخزون النفط بقيمة 5 ملايين برميل هبط خام نايمكس إلى 80.5 دولار للبرميل ليس بسبب ارتفاع المخزون فقط، بل لانخفاض شهية المخاطرة في الأسواق وعودة شراء الدولار بشكل عام والين على حساب الأسهم والعملات الأخرى بما فيها عملات السلع، ونذكر بأن مؤشر الداو جونز زار قمة سعرية (11.250 نقطة) كان قد سجلها مايو الماضي والعزم ضعيف هذه الأيام.
لفت الانتباه من أرقام أمريكا نمو مبيعات المنازل القائمة31% وفق قراءة سبتمبر ونمو ثقة المستهلك إلى مستوى 50.2 بعد تخطى مستوى 48.5 هذا يدل على رغبة جامحة للاستهلاك من قبل الأفراد مما سيفتح شهية المنتجين وكبرى الشركات وننتظر نهاية الأسبوع أرقام الإنفاق الشخصي والناتج المحلي والوضع مستقر هناك، لكن شهية التداول متدنية وبحاجة لجني أرباح.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
جدل كبير بين أوساط المراقبين حول الاتجاه العام المقبل للزوج، ومن وجهة نظر خاصة يتوقع أنه حاليا يستعد لرالي بائعين يستهدف كسر القاع السابق التاريخي وهو 1.18 ويظهر الرسم البياني النمط المتشكل وهو خط سير الزوج إلى الربع الأول من العام المقبل، وبذلك يصبح الأعلى مخاطرة على الإطلاق.
الجنيه الإسترليني
مقابل الدولار الأمريكي
صعود جنوني من 1.75 إلى 1.59 بعد مناورات مرهقة دون مستوى 1.60 تميل أكثر لصالح المشترين ويوضح الرسم البياني النمط الشرائي الذي يستهدف مستوى 1.62 منتصف الشهر القادم ويعتبر هذا الزوج الأنشط حاليا بلا منازع.
الدولار الأمريكي
مقابل الين الياباني
زار قاعا تاريخيا قديما جدا، وهو قاع 1995م بالقرب من 80.4 ولا زال الين يكبد الدولار خسائر جمة منذ مايو الماضي دون توقف، لكن ثمة ارتداد مرجح إلى 83,5 والنمط الشرائي نهاية الأسبوع يرجح هذا السيناريو.
اليورو
منطقة اليورو تحتفل بنمو الطلبات الصناعية كما في شهر أغسطس بنسبة 118% مقارنة بالقراءة السابقة تظهر أن ثمة عقودا ضخمة تم إنهاؤها مع عملاء من الحكومة والشركات والأفراد ساهم ذلك في فتح شهية التداول في أسواق الأسهم لكن اليورو لم يستفد كثيرا، بل واجه ضغوطا بيعية من قبل البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى والقارة برمتها تتحرك بشكل سريع ومؤقت سلبا أو إيجابا أي لا يوجد رأي قوي وصريح في الأسواق حول الاتجاه العام المستقبلي، وفي ألمانيا هناك نمو في الواردات بنسبة 11% مع استقرار في ثقة المستهلك دون تغير يظهر سلامة نمط الاستهلاك للأفراد.
أيضا طلبات السلع المعمرة نمت بعد انكماشها للقراءة الأخيرة وننتظر أرقام البطالة الألمانية نهاية الأسبوع، وكما هو واضح فإن المنطقة تعيش فترة هدوء نسبية لكن اليورو مهدد بقاع جديد أمام الدولار والحركة الفنية تشير إلى ذلك.
الجنيه الإسترليني
نبدأ بمؤشر BBA الذي يرصد عدد الموافقات على القروض العقارية التي تراجعت بشكل طفيف إلى 31.104 طلب؛ حيث النشاط بدأ يضعف في قطاع بناء المنازل، والخبر الأبرز في الأسبوع هو نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلد للربع الثالث، وعلى المقياس السنوي بنسبة 2.7% والقراءة السابقة كانت تظهر نمواً بنسبة 1.8% مما أشعل فتيل الأسعار للجنيه على حساب الدولار؛ خصوصا هذا النمو جاء من نجاح سياسات التقشف الحكومي للاقتصاد ونجاعة برنامج شراء الأصول المتعثرة وبدء إستراتيجيات خفض التكاليف للشركات، وبشكل عام تبدو الصورة مريحة نوعا ما للمضاربة على العملة الملكية أما مؤشر فوتسي للأسهم البريطانية لا زال يعبث بمسار جانبي طويل المدى.
الين
خلل واضح يصيب طوكيو في ميزانها التجاري للسلع؛ حيث أظهرت أرقام سبتمبر تراجعا بالقيمة إلى 587.6 مليار ين هذا يدل أن الطلب على السلع اليابانية تراجع لكن الين على العكس شهد إرتفاع أمام الدولار والسبب يعود لعمليات التخارج من أسواق الأسهم اليابانية، كما أن الصادرات والواردات للسلع على المقياس السنوي مقارنة بشهر سبتمبر تراجعت لكن الواردات هبطت بحدة أكبر بنسبة 91% يدل ذلك على هبوط حاد في نمط الإستهلاك للأفراد والأسر، ومع نهاية الأسبوع قام المركزي بتثبيت سعر الفائدة عند 0.10% كما كان متوقعاً.
* * *
(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق الأوروبية يوم الخميس الساعة 12 ظهرا بتوقيت جرينتش)
محلل أسواق المال
waleed.alabdulhadi@gmail.com