|
القاهرة - سجى عارف
علاقة الإسلام والعرب بأوروبا والغرب كان محور حديث السفير خالد زيادة سفير لبنان في القاهرة والمندوب الدائم لبعثتها في جامعة الدول العربية خلال استضافته في المقعد الثقافي الذي يعقده أسبوعياً بمقر إقامة السفير هشام محي الدين ناظر سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة.
مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الحضارات
أكد على أهمية مبادرات حوار الحضارات ومنها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي قام بجهد كبير من أجل التقريب بين الحضارات وإزالة التشنجات بين العالمين الإسلامي والغربي، وأشار كذلك إلى أن هناك مبادرات أخرى مثل مبادرة الرئيس الإيراني محمد خاتمي والجهود الكثيرة التي جاءت ردا على كتاب صدام الحضارات لصمويل هنتنجتون، وأضاف بأنه لا بد من الدعوة إلى حوار بين العقلاء من أجل إيجاد تفاهمات ثقافية وحضارية خصوصاً في ظل معاناتها من مشكلات، مقارنة بالتفاهمات السياسية بين العالمين.
انحسار التأثير الفكري لأوروبا
كما تحدث عن أن الحضارة الغربية الحديثة التي حققت التقدم في القرون الثلاثة الماضية، وأثرت على العالم كله لم تعد كما كانت، ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وفي ستينيات القرن الماضي لأوروبا أنها انحسرت وذلك ليس عسكريا فقط حيث إن هذا الأخير حدث في الحرب العالمية الثانية والصعود الكبير لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، ولكن التأثير الحضاري والفكري لأوروبا القديمة صاحبة الأفكار الأساسية في العلوم الإنسانية والعلمية، أوروبا عصر الأنوار، هو الأمر الجدير بالاهتمام ففي إطاره لم تعد أوروبا كما كانت في الماضي وهذا شيء جديد وبالتالي فإن الأفكار الكبرى التي أخرجتها أوروبا سواء أخذنا بها أو لم نأخذ بها لم تعد كما كانت في الماضي.
عودة أوروبا للعصور الوسطى في الخوف من الإسلام
وأكد أننا ندخل في مرحلة جديدة في العلاقة مع الغرب الآن هذه العلاقة لا يمكن أن ننظر إليها الآن، ولكن لفهم هذه العلاقة يجب أن ننظر إليها في التاريخ القريب والبعيد وهذه مهمة الباحثين وليس المواطنين العاديين وبقدر فهم التاريخ القديم بتعقيداته المنتشرة لا بد وأن ننظر إلى اللحظة الحاضرة بمنظور تاريخي وعلينا أن نفهم هذه اللحظة في ضوء الرؤية التاريخية وأن نقلل من توترات هذه العلاقة لأننا متفقون جميعا بأن هناك شيئا من التوتر في الوقت الراهن بين العالم الإسلامي والغرب، وأن هذا ليس في صالح العالمين، وخصوصا في ظل انتشار الخوف من الإسلام في أوروبا في السنوات القليلة الماضية وأن الأمور في أوروبا عادت إلى الحالة التي كانت عليها في القرون الوسطى وفي العصور الكلاسيكية، ومن ثم علينا أن نفهمه وأن يحسن الباحثون إدراكه وفهمه وأن يحسن السياسيون التعامل معه.
إسرائيل وتأثيرها السلبي على العلاقات العربية الأوروبية
أكد على خطورة إسرائيل في المنطقة وأن هذا الأمر ليس في حاجة إلى تأكيد كما أن إسرائيل صاحبة تأثير كبير في انحسار العلاقات العربية الأوروبية فاق تأثير الاستعمار ذاته.