من تغلّط بالأغلاط
يلقى بالغلطات ورط
يوضح هذا البيت من الشعر النتيجة التي يصل إليها من يمارس الغلطات ويتعامل معها، والأغلاط تعني الخطأ. ورغم أن الخطأ من طبيعة البشر! ولكن المخطئ في كثير من الأحيان لا يشعر بأنه مخطئ أو أن معالجة الناس للخطأ لا تأتي بالطريقة المثلى، عندها يعتبر المخطئ أنه على حق وأن الآخرين على باطل!! والمعالجة الحقيقية للأخطاء تأتي من خلال الحلم والتوجيه والإدراك والأخذ بيد المخطئ وإبعاده عن الشرور، اقتداءً بسيد البشرية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يتعامل مع الأخطاء ومع مرتكبيها بالرفق والصفح والتعليم والعفو، ولم يستخدم مصطلح اللوم والتأنيب والترهيب.. إنه نبي الله. وإذا علمنا بأن الخطأ يدخل ضمن الحياة اليومية وتعامل الناس مع بعضهم البعض وأننا نؤمن بأن نبينا الكريم أكد في قوله (كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابين)، من هذا المنطلق تم إيجاد مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
هذا المركز المهم ساهم في مضاعفة النجاحات، وبواسطة لجانه استعاد العديد ممن التحقوا برموز الفتنة والشر والخطأ رشدَهم وعادوا إلى وطنهم وإلى أحضان أمهاتهم وعطف آبائهم ورعاية ولاة الأمر، كما أن هذا المركز أفرج عن عدد من هؤلاء بعد أن عرفوا بأمر الله الطريق الصحيح، وهم يمارسون حياتهم العادية بأمن وأمان!! ما أحوجنا أن تكون هناك مراكز كثيرة للمناصحة وعبر المجالس والمدارس والمساجد والإعلام والمنازل، لأن في ذلك تعاوناً على البر والتقوى، ولأن ديننا الحنيف لا يقبل أن تكون هذه الأخطاء متعمدة ولا يقبل أن تكون ضد القيم والمبادئ والنيل من كرامة الناس وإنسانيتهم، ولا يقبل الدين أن تكون الأخطاء موجهة للمقدسات وللوطن. إننا نشاهد الخطأ في كل مكان ولكننا لم نتمكن من معالجته بالصورة التي تجعل المخطئ يعود للمجتمع كعضو نافع، بل إننا نجد من يشجع المخطئ ويصفق له! المطلوب أن يتكاتف المجتمع في كافة أطيافه في محاربة هذه الظاهرة التي تمثل خطراً على مسيرة الوطن وأهله، وأن تركز مناهج التعليم على النشء والأجيال وحثهم على الاعتدال والابتعاد عن الخطأ لأنه مدمر لطموح أمة تطمح إلى العلا. وليعلم الجميع أن الخطأ لا يُعالج بالخطأ، وأن مواصلة الأخطاء كبيرة وصغيرة تنم عن الجهل والتعصب الأعمى الذي نهى عنه الإسلام بسماحته، وعلى الإنسان أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الآخرين على أبسط زلاتهم، فكونوا كما أرادكم الله: خير أمةٍ أُخرجتْ للناس.