بعض المترددين على المستشفيات يتساءلون أحياناً عن سبب تفضيل تلك المستشفيات للأطباء الأجانب على حساب أطبائنا، هل هو لأن طبيبنا نتغطى عنه، أو لأن مزمار الحي لا يطرب، أو لأننا لا نزال موبوئين بعقدة الخواجة والعيون الزرق، حتى وإن ادعينا غير ذلك، أو كل هذه مجتمعة؟!
وعلى الرغم من أن الطبيب والجراح السعودي حقق منجزات مهمة، إلا أن مؤسساتنا سائرة في مشوارها العتيد في هذا التفضيل غير المبرر؛ الأمر الذي جعل بعض أطبائنا يشعر وكأنه ليس في بلاده، ليس على المستوى المعنوي فحسب، بل حتى على المستوى المادي؛ إذ تستكثر المؤسسة منح طبيبنا امتيازاً مالياً بسيطاً، فيما تغدق على الأجنبي بكل ما لذ وطاب من الامتيازات، علماً بأن ظفر ابن البلد، تأهيلاً وموهبةً ومعرفةً، يسوى ألف من نمونة الأجنبي.
بعض المؤسسات الطبية قطعت مشواراً مشرِّفاً في إعطاء الفرص لأطبائنا في شغل المراكز القيادية، ثم «تحسفت» على ما يبدو! وشيئاً فشيئاً، عادت لتقصقص أجنحتهم، وتعطيها لأجانب من فصيلة «أبوريالين»، لمجرد أنهم أجانب، أو أصدقاء لصاحب قرار القصقصة، الذي لا يعرف أحد من أعطاه الحق ليحدد الحجم غير المبرر لرواتبهم، أو من سمح له بمخالفة الأوامر الصريحة بدعم الطاقات الوطنية.
قصة القصقصة هذه هي أهم عائق اليوم لتطورنا في المجال الصحي. ولكي نزيل هذا العائق يجب ألا نضع الخيط والمخيط في أيادي أفراد داخل المؤسسات الطبية، لكي يستقدموا من يشاؤون، وليعطوهم الرواتب على كيفهم!