توجد الأقسام الجامعية للإعلام بأنواعه لتخريج الإعلامي كصاحب مهنة يتميز فيها من لديه مواهب خاصة وقدر عالٍ من الثقافة المتخصصة في أيٍ من مجالات الحياة، قد لا يتوفر لدى البعض سوى قدر قليل منها، ولذلك توجد الفروق الواضحة في البرنامج التلفزيوني الواحد إذا ما تولى إعداده وتقديمه فريقا عمل مختلفين، وفي الجانب الآخر نجد أن المثقف لا يمكن تخريجه أكاديميا؛ فهو يتبلور ذاتياً نتيجة ما يحيط به من ظروف متعددة، ولذلك كان الإعلام بوسائله في خدمة الثقافة وحيثما تتواجد هي يكون هو معها لتوثيقها وإيصالها للآخر، كما أنه على المثقف واجب في صناعة الإعلام وتطويره وهو دور مهم في عملية التقويم إذا ما رغبنا في الوصول بالإعلام الثقافي على وجه الخصوص لدرجة المنافسة العالمية التي ما زال الطريق إليها طويلا.
والفن التشكيلي باعتباره أحد أوجه الثقافة فإنه ولا بد أن ينال نصيبه الأمثل وليس مجرد سد فراغ؛ وذلك في إعداد البرامج المحبكة والمخرجة على أكمل وجه، وقبل ذلك اختيار من يقدمها ويكون على قدر من التمكن الشامل مما يساعد في جعل البرنامج الثقافي على وزن من الاحترافية الإعلامية، فقد يُصدم المشاهد الواعي بعدد من الأخطاء الفادحة التي يتعجب كيف مرت دون أن يتنبه لها فريق عمل البرنامج أو أن يتم إنتاج العمل الإعلامي بطريقة متواضعة تقليدية ومحاور مكررة مستهلكة تبعث على الملل حتى يصل البعض إلى إهمال متابعة القناة بأكملها، وعلى قدر ما يؤمله التشكيليون في وجود إعلام مرئي يخدمهم ويساهم في الارتقاء بالثقافة البصرية، إلا أنهم يجدون البون الشاسع بين لقاء تقدمه إحدى القنوات المحلية بتواضع لأحد التشكيليين السعوديين الذي هو ذاته من قدمته قناة أخرى بتكامل جميع عناصر البرنامج إعلامياً وثقافياً.
Hanan.hazza@yahoo.com