دأبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تنظيم أيام تعريفية وتثقيفية بدول مجلس التعاون، تعقد وتنفذ فعالياتها في إحدى العواصم العالمية، وقد حققت هذه الأيام الكثير من الأهداف وخصوصاً التعريف بثقافة أهل الخليج العربي والخطوات التي قطعتها حكومات الخليج العربية في رفع مستوى الإنسان والتنمية التي شهدتها المنطقة وكيفية الاستفادة من إيرادات البترول في رفع مستوى حياة الإنسان في هذه البقعة التي بالرغم من استهدافها بعدة حروب إلا أن قياداتها استطاعت أن تتعامل بحكمة مع هذا الطارئ السلبي واستطاعت أن تنفذ أفضل وأكبر تنمية في العصر الحديث.وجميل أن تُعرِّف الآخرين بما تحقق في بيتك، خصوصاً وأن لا أحد كان يعرف هذه المنطقة، إلا أن الأجمل أن تستفيد من علاقاتك مع الآخرين، وألا تترك الاستفادة تتم لصالح طرف واحد.
برامج التنمية وارتفاع مستوى الحياة والمعيشة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جعل أسواقها مطلباً ومقصداً لجميع الدول المصنعة ولترويج صادراتها، وهذا يُعد مكسباً لدول الخليج العربية التي من حقها أن تستفيد من هذه الميزة وتستثمرها سياسياً واقتصادياً وحتى إستراتيجياً، وإذا علمنا بأن حجم التبادلات التجارية بين بريطانيا - التي تقام بها هذه الأيام «أيام مجلس التعاون» - ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بلغ العام الماضي 90 مليار يورو مما جعل بلدان الخليج العربية سابع كبرى دول السوق التصديرية البريطانية.
هذه المنزلة، والحجم الكبير للتصدير توفر ميزة وسمة تنافسية تجعل من حق دول مجلس التعاون أن يستثمروها لفائدة صادراتهم البتروكيماوية التي تواجه حروباً للحد من قدرتها التنافسية، كما أن هذا التبادل التجاري الكبير الذي هو لصالح بريطانيا ورقة مهمة لدى دول الخليج العربية لجعل السياسة البريطانية متقاربة ومنحهم للمطالب والمواقف العربية العادلة، مع إقرارنا بأن السياسة البريطانية أفضل من غيرها إلا أن هذه العلاقة التجارية العالية لا بد أن ترعى وتسند العلاقات البريطانية الخليجية العربية.