جدة - فهد المشهوري - تصوير: عبدالله الصبياني

أعلن معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله الحصين أمس أن الشركة أنجزت تجفيف بحيرة الصرف الصحي بمحافظة جدة في وقت قياسي لا يتجاوز ثلاثة أشهر إنفاذاً للتوجيه السامي الكريم الذي سبق أن صدر في السادس والعشرين من شهر جمادى الأولى الماضي، القاضي بتكليف وزارة المياه ممثلة في شركة المياه الوطنية بمعالجة وضع البحيرة والعمل على التخلص منها نهائيا خلال عام من تاريخه.

وبيَّن معاليه في اللقاء الإعلامي الذي نظمته الشركة اليوم بجدة أنه فور صدور الأمر الملكي المتضمن أن تقوم وزارة المياه والكهرباء بمعالجة وضع بحيرة الصرف الصحي في محافظة جدة والعمل على التخلص منها نهائياً خلال عام من تاريخ صدور الأمر السامي الكريم تم حشد جميع الجهود والطاقات لتنفيذ هذا الأمر ليتم بعد ذلك تكليف شركة المياه الوطنية على الفور بمعالجة وضع بحيرة الصرف الصحي والعمل على التخلص منها نهائياً خلال المدة المحددة والبدء مباشرة في مراحل تنفيذ هذا المشروع بمدينة جدة.

وأكد أنه سيتم استكمال منظومة خدمات الصرف الصحي في مدينة جدة وفق الخطط المرسومة والمدد الزمنية المحددة؛ حيث تم الانتهاء من عدد من هذه المشاريع ويجري تسريع المشاريع الباقية منها، إضافة إلى تطوير المشاريع الموجودة سابقاً. مشيراً إلى أنه تم التشغيل التجريبي لمحطة المطار (1) لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة تبلغ (250) ألف متر مكعب في اليوم قبل الموعد المحدد بسنة كاملة، التي أسهمت بشكل كبير في تجفيف بحيرة الصرف الصحي عن طريق ضخ ما يقارب 30 ألف م3 يومياً. كما يجري العمل على إنهاء مشاريع تنفيذ الخطوط الرئيسية والفرعية ومحطات الرفع والبدء بمشيئة الله في تنفيذ التوصيلات المنزلية في الربع الأول من عام 2012 ميلادية، كما يجري العمل بشكل مستمر على استكمال تنفيذ محطة المعالجة (الخمرة -4)، وهي محطة تصل طاقتها إلى (250) ألف متر مكعب؛ حيث من المتوقع تشغيلها نهاية عام 2011م. وبيّن أن هذه المحطات الجديدة ستعمل مع المحطات القائمة حالياً التي تمت توسعة عدد منها مثل محطة الرويس والبلد والخمرة الصناعية، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطات الحالية من المياه المعالجة مجتمعه (643) ألف متر مكعب يومياً؛ ما سيسهم في الوصول إلى الكفاءة التشغيلية المثالية لتلك المحطات وتطويرها لتواكب التدفق المتزايد من مياه الصرف الصحي والتوسع العمراني لمحافظة مدينة جدة، إضافة إلى تنفيذ عدد من مشاريع إنشاء محطات معالجة ورفع بشمال وجنوب مدينة جدة وأنفاق رئيسية ناقلة لمياه الصرف الصحي بصورة تضمن الانسيابية وبأعماق تزيد على (50) متراً، وتصل أقطارها إلى (3500 ملم). وأفاد بأن الشركة تعمل أيضاً على تنفيذ وطرح عدد من المشاريع الخاصة بشبكات الصرف الصحي الرئيسية والفرعية، حيث تم الانتهاء من تنفيذ الشبكات الرئيسية للمنطقة الوسطى والوسطى الجنوبية وإنجاز ما يزيد على (90 %) للمنطقة الشمالية الوسطى، إضافة إلى إنجاز أكثر من (50 %) من الشبكات الرئيسية للمنطقة الجنوبية بمدينة جدة و(20 %) من الشبكات الرئيسية لأبحر الشمالية شمال مدينة جدة، فيما تجاوز الإنجاز في الشبكات الفرعية للأحياء الشمالية الوسطى والوسطى الجنوبية ما نسبته (56 %)، وتقوم الشركة حالياً بدراسة المرحلة الخامسة من الشبكات الرئيسية في أقصى جنوب مدينة جدة.

ونفى معالي المهندس الحصين ما أثاره البعض من أن تجفيف البحيرة جاء على حساب تلويث مياه البحر؛ حيث نقلت مباشرة محتويات البحيرة إليه، مبيناً أن هذا الادعاء عار من الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة. مؤكداً أن قطرة واحدة من البحيرة لم تضخ إلى البحر دون معالجة ثلاثية، وهي أقصى درجات المعالجة لمثل هذا المنتج، وحتى في ذلك فقد اقتصرت المعالجة على ما يضخ وما يتم معالجته في محطة المطار، وهو جزء من كل. مؤكداً كذلك أن هذه الدرجة من المعالجة لا تشكّل البتة خطراً على تلوث البحر حتى وإن كانت ثنائية، فما بال ذلك وهي تعالج ثلاثياً.

من جهته بارك الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي بن أحمد المسلم لأهالي محافظة جدة الانتهاء من مشروع تجفيف بحيرة الصرف الصحي تنفيذاً للأمر السامي الكريم لتحقيق مزيد من الإنجازات في خدمة هذا الوطن العزيز في ظل واقع مليء بالتحديات يتطلب العمل معه كل احترافية وفق ما تصبو إليه قيادة هذه البلاد المباركة.

وبيّن أن خطة تجفيف البحيرة استندت إلى عدد من الحلول التي تم تطبيقها بالتوازي؛ حيث تم تشكيل فريق عمل من كفاءات الشركة يعمل على مدار الساعة لضمان إنجاز مهمة تجفيف البحيرة بأسرع وقت، كما تم تسريع مشروع تشغيل محطة المطار-1، وكذلك المشاريع المصاحبة مثل إيصال خط الأمانة للمحطة بسعة (30) ألف متر مكعب يومياً، وكذلك تنفيذ مشروع الخط الناقل من البحيرة إلى محطة المطار بسعة (120) ألف متر مكعب يومياً، وبقيمة إجمالية (120) مليون ريال.

وأفاد بأنه تم تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي التابعة للأمانة في وادي العسلا بالطاقة القصوى، إضافة إلى الاستفادة الكاملة من محطات المعالجة القائمة التي قامت الشركة بتطويرها خلال السنة الماضية، كما تم استغلال بحيرات التبخير بطريقة آمنة بيئياً ومعالجة الحمأة وفق حلول عملية وآمنة. مشيراً إلى أنه لضمان تسريع عملية التجفيف ومعالجة الحمأة وفق حلول بيئية متكاملة تمت ترسية عقدين بقيمة 96 مليون ريال، الأول عقد تنفيذ تجفيف البحيرة ومعالجة وضع الحمأة وتحديد أفضل الطرق للاستفادة منها، والآخر يهدف إلى القيام بدراسة أوضاع البيئة في منطقة البحيرة واقتراح الإجراءات المناسبة لمعالجتها وتلافي أي انعكاسات سلبية على البيئة المحيطة.