|
سرت - القاهرة - محمد الرماح :
اختتمت في مدينة سرت الليبية أمس أعمال القمة العربية الاستثنائية، ورأس وفد المملكة العربية السعودية في القمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وقد وافق القادة والزعماء العرب خلال اجتماع القمة التي اختتمت أعمالها أمس بمدينة سرت الليبية على معظم توصيات القمة الخماسية المرفوعة بشأن تطوير الجامعة العربية وتفعيل العمل بمؤسساتها؛ ليقتربوا خطوات من طريقة العمل المشترك في إطار الاتحادين الأوروبي والإفريقي. وبينما أجلت القمة الاستثنائية البت في الموضوع الثاني المدرج على جدول أعمالها الخاص بإنشاء آلية تجمع دول الجوار للوطن العربي المقترح من قِبل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بسبب اعتراض عدد من الدول العربية على إمكانية انضمام إيران إلى هذا التجمع في ظل تدخلها وسياستها السلبية تجاه بعض الدول العربية.. وافقت القمة على تعديل اسم «جامعة الدول العربية» ليصبح «اتحاد جامعة الدول العربية»، وأقرت إنشاء مؤسسات جديدة وقائية للمنازعات وتسويتها سلميًّا.
وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن اجتماعات سرت شهدت مناقشات ساخنة بين الزعماء وبين وزراء الخارجية تتعلق بالموضوعين المدرجين على جدول أعمال القمة، وارتفعت حرارة وحدة هذا الجدل في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، وأن سوريا كانت طرفا مشتركا في جميع هذه المناقشات. وعلمت (الجزيرة) أن موضوع منح صلاحيات للجامعة العربية بغرض تفعيل العمل فيها من خلال إعطاء سلطات لرئاسة القمة العربية كان محل جدل كبير أثناء مناقشات القادة وكذلك في اجتماعات وزراء الخارجية الذين تمسك معظمهم بعدم منح رئاسة القمة سلطة اتخاذ قرارات منفردة أو مصيرية خشية أن يتعارض هذا مع مواقف وسياسات سيادية لكل دولة، ورؤوا في ذلك تفريطًا في سيادة كل دولة عضو بالجامعة وحقها في اتخاذ قراراتها السيادية والمصيرية حفاظا على مصالحها.
وافتتح الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي القمة موضحًا أنها مخصصة «لبحث مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك». وتطرق القذافي إلى اجتماع اللجنة الخماسية على مستوى القمة في حزيران/ يونيو الماضي، الذي توصل بشأن منظومة العمل العربي المشترك إلى «صيغة معروضة علينا الآن لمناقشتها، وهذا هو موضوع اجتماعنا الآن». ثم أعطى القذافي الكلمة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي استعرض «ما شهدته مسيرة تطوير العمل العربي المشترك منذ عام 2001»، موضحا أن «التطوير كان هيكليا حتى الآن أكثر منه موضوعيا». وأضاف موسى أن اجتماع القمة «يتضمن موضوعين مهمين، هما النزاع العربي الإسرائيلي وموضوع السودان». وقال إنه سيتم الاستماع «إلى التقارير» بشأن هاتين القضيتين من «المعنيين»، أي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس السوداني عمر البشير. وبعدما أعطى القذافي الكلام لعباس توقف البث التلفزيوني وأُعلن أن الجلسة تحوَّلت إلى جلسة مغلقة.