سيدي سمو وزير التربية..
يقرر الأطباء أن ضغط الدم هو القاتل الخفي أو القاتل الصامت، أما نحن التربويين، فنقرر أن القاتل الصامت في التعليم هو ضعف مهارة القراءة بين الطلاب. كل البحوث يا سيدي تؤكد أن ضعف مهارة القراءة له علاقة قوية بالتسرب من التعليم وبالضعف في العلوم والرياضيات وبالتغيب عن المدرسة، والبحوث التي تؤكد كل ذلك أكثر من أن تحصى.
من تجربتي الشخصية كأب ومعلم ومشرف تربوي وقائد تربوي وأستاذ جامعي وباحث لم يعد يخالجني أدنى شك أن ضعف طلابنا في القراءة قد وصل إلى نخاع العظم. ولكي تكتشف ياسيدي بنفسك هذه الحقيقة المرة ليس عليك سوى أن تنزع هذا المقال وتضعه في جيبك وعندما تأتي قادما إلى مكتبك في صباح الغد الباكر توقف عند أي مدرسة حكومية، ثم توجه بشكل عشوائي إلى أي مجموعة من طلاب الصف الرابع واطلب منهم أن يقرأوا أمامك هذا المقال.
لن أقول إنك ستفاجأ بضعف طلابنا في القراءة، بل ربما سيذهلك أو يصعقك ما سوف تراه من ضعف؛ لذا فإني أقترح على سموك الكريم المسارعة إلى عقد مؤتمر وطني يشارك فيه كل المتخصصين والممارسين في مؤسسات التعليم باختلاف مستوياتها داخل المملكة وخارجها ليناقشوا هذا الضعف ويبحثوا في الحلول، أعطوا الباحثين والأكاديميين والممارسين والمهتمين وقتا كافيا ليقوموا بإعداد دراسات نوعية وجادة ليتم مناقشتها في مؤتمر يقدم لنا التشخيص والعلاج الناجع لمشكلة تهالك مستوى طلابنا في القراءة.