أحياناً، قد تتسع أدوار الصحافة لتشمل ما لا يُفترض أن تقوم به. فإذا كانت الأخبار والصور والتقارير والتحقيقات والحوارات ومقالات الرأي ورسوم الكاريكتير، هي العناصر الرئيسة في العمل الصحفي، فإن مستوى مهنية العاملين في الجريدة ودرجة كفاءاتهم وخبراتهم وبرامج تأهيلهم وتدريبهم، هي ما يجعل هذه العناصر تحضر أو تغيب. كما أن ثقافة المجتمع ومعطياته ومتطلباته، قد تفرض إضافة عناصر جديدة، قد لا تكون ذات علاقة بالعناصر الأساسية.
من أكثر ما أضافته ثقافة المجتمع لعناصر الصحافة، هي الأخبار الشخصية. وأكثرها لفتاً لنظري، هي أخبار المعايدة في الدوائر الحكومية. هذا العنصر بدأ يظهر في الصحافة كمطلب من المؤسسات التي لا تظهر لها منجزات في الصحافة، ولذلك وعبر علاقاتها الشخصية، صارت تمرر أخبار أعيادها لصفحات بعض الصحف. ثم سرتْ العدوى إلى بقية الصحف شيئاً فشيئاً إلى أن غطَّتها كلها. ثم اشتدت قوة الفيروس، فأصبحت كل المؤسسات تسلك نفس الطريق، وأصبحت تغطيات حفلات المعايدة تبدأ من أعتى الوزارات وتنتهي بأفقر المستشفيات!
وما يشغلني حينما أطلع على الأخبار والصور التي تفوح بالبياض والبخور، سؤال واحد:
- مَنْ يبقى مع المراجعين أثناء انشغال الشباب الحلوين بالتبويس الحار طيلة الساعات؟!
أما السؤال الذي يشغل المراجعين:
- لماذا لا تنشر الصحافة أخبار تعطيل هذه الدوائر للناس ولمصالح الناس، كما تنشر أخبار معايداتهم؟!