المملكة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الدولية التي شملت العديد من الدول التي تضررت من الكوارث الطبيعية، أو الحروب، أو نقص الموارد في بعض الدول الفقيرة، وأسهم الشعب السعودي الكريم في تقديم العون للعديد من الشعوب المتضررة في الدول الشقيقة والصديقة والوقوف معهم في محنتهم مستلهمًا ذلك من تعاليم ديننا الحنيف، ومن القيم الأصيلة للشعب السعودي.
وأثناء المأساة التي تعرض لها جزء كبير من الشعب الباكستاني الصديق إثر كارثة الفيضانات المدمرة، تجسّدت دبلوماسية المساعدات السعودية عندما قاد سفير المملكة العربية السعودية في باكستان الأستاذ عبد العزيز الغدير قوافل المساعدات السعودية في الميدان، وأشرف بنفسه على توزيعها للمحتاجين رغم المخاطر الأمنية التي يمكن أن يتعرض لها.
شكرًا سعادة السفير.. فالدبلوماسية السعودية، بما فيها دبلوماسية المساعدات، فخورة بأدائك وظهورك المشرف عندما كسرت قاعدة العمل من دائرة المكتب الضيقة إلى العمل في الميدان ومشاركة الضحايا همومهم ومآسيهم وتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية على نفوسهم، والإشراف بنفسك على جهود فرق الإغاثة، وضمان وصول المساعدات السعودية التي شارك فيها الجميع لمستحقيها.
وكم نحن بحاجة لمثل هذا النوع من السفراء الذين يتمتعون بالحيوية والتحرك والتواصل مع الآخرين. ليس فقط في مجال دبلوماسية المساعدات، وإنما في مجالات العمل الدبلوماسي الواسعة، وخدمة المصالح السعودية. فالسفير هو المحرك الأساس للبعثة. وأداء منسوبيها وطاقمها يتناسب بشكل طردي مع شخصية السفير وطريقة عمله، فيمكن أن تكون البعثة شعلة من النشاط، ويمكن أن يتسم أدائها بالخمول أو الانطواء تبعًا لأداء وشخص السفير.
والمساعدات السعودية المباشرة التي تقدمها الدولة، أو المساعدات التنموية غير المباشرة التي ينفذها الصندوق السعودي للتنمية التي شملت حتى الآن 76 دولة وفقًا لتصريح نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق المنشور في جريدة الحياة بتاريخ 1 أكتوبر 2010م بمناسبة تمويل الصندوق عددًا من المشاريع التنموية في مملكة البحرين، جديرة بأن تكون على أجندة عمل السفير، وأن يجعلها باستمرار تحت الأضواء عند تدشينها وعند افتتاحها، ليعلم بها المواطنون في تلك الدول، والمجتمع الدولي.
وتلك المشاريع، خاصة غير المستردة تكلفتها، جديرة أيضًا بأن يطلق عليها اسم خادم الحرمين الشريفين، أو بعض رموز قيادة هذا البلد المعطاء.