لا أكاد أذكر أنّ هناك مجالاً تم استهدافه بالنقد والتشريح مثل مجال التعليم، ومع ذلك فأنا أطالب زملائي التربويين الأكاديميين والممارسين بمواصلة نقد التعليم وبعدم التوقف عن تمحيصه وغربلته وكشف ما فيه من ضعف ومن قوة. يجب ألاّ نتوقف عن نقد التعليم بحجة اليأس من إصلاح التعليم، وإذا ما اكتشفنا أنّ إصلاح التعليم مرتبط بإصلاح دوائر أوسع فيجب أن نسعى بالمشاركة في إصلاح تلك الدوائر. في الوقت الحاضر هناك جفوة كبيرة بين وزارة التربية وناقدي التعليم. فمن وجهة نظري المتواضعة أرى أنّ الناقدين يتهمون الوزارة بعدم رغبتها أصلاً في الاستماع للنقد، وعدم ايمانها بجدوى هذا النقد في الإصلاح. أما وزارة التربية من جهتها فتتهم الناقدين بأنهم منظرون ويقفزون فوق حقائق الواقع التعليمي ولا يدركون طبيعة التحديات التعليمية، وبأنهم باحثون عن بروز شخصي أو يصفّون حسابات خاصة بهم أو مجرّد باحثين عن ترقيات أكاديمية. نعم سيكون هناك نقد غير علمي وغير منطقي ولكن في النهاية لن يصح إلاّ الصحيح، إنّ من نعم الله على تعليمنا اليوم أنه لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ أو نسمع نقدا للتعليم، لما لا فنحن في عصر الشفافية، وأرجو أن تتواصل علينا نعم الله فيقيض لنا قلوب وعقول تتفهم الطرح الناقد وتتقبله وتتفاعل معه.