لعل الإنجاز الذي قدمه منتخب المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة في المحفل العالمي للمرة الثانية على التوالي وحصوله على كأس العالم دليل ملموس على الجهود الكبيرة والاهتمام البالغ الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
هذه الشخصية التي استطاعت أن تواصل العطاء الذي بدأ به المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، فنحن اليوم نحتفل بإنجاز كبير ليس على المستوى الإقليمي ولا على المستوى القاري، بل على المستوى العالمي وفي محفل يعد من أهم المحافل الرياضية الكروية (كأس العالم).
هذا الإنجاز الذي لم يكن ليكون لولا الوقت والجهد والعطاء التي قدمها سموه لهذا الفريق، فتحقيق لقب لمرة واحدة يعتبر خطوة جيدة في طريق التقدم، وان العمل يجب أن يبقى مستمراً وبجدية أكبر، ولكن تحقيقه لمرتين متتاليتين فإن ذلك يعطي إشارة لتخطيط سليم ونظرة ثاقبة تنم عن خبرة ودراية بالعمل، إضافة إلى الحب الكبير للعمل والوطن، وان ما تم تحقيقه ليس سوى نتاج لجهود مضنية وأهداف مرسومة، كان هذا الكأس جزءاً منها والبقية في قادم الأيام أكثر بعون الله.
سلطان بن فهد أمير الشباب الذي كما أسميته سابقاً وجه السعد، الرجل الصامت الذي يفضل العمل بهدوء وحكمة، رغم الكثير من الصعوبات التي تواجهه، والإخفاقات التي إن دلت على شيء فلن يكون أكثر من دليل أهم وهو أن العمل لا يزال مستمراً وسيظل، كما أنه لا يزال يثبت أنه رجل المرحلة الذي ستكون معه رياضتنا في القمة وعلى جميع المستويات.
من الصعب على أي إنسان العودة إلى الطريق بعد أن يتعثر، حتى وإن عاد فإن عودته سيشوبها الحذر والخوف والبطء ونقص الثقة، ولكن سلطان بن فهد ليس ذلك الإنسان، بل جعل من العثرات حافزا وداعما لتصحيح الأخطاء والعودة بقوة. وقد أثبت ذلك في أكثر من محفل، هذا الشيء جزء من أشياء جعلته من رجالات هذا الوطن المعطاء الطاهر.
تمر علينا لحظات نوجع في انتقادنا، عندما لا تسير الأمور على ما يرام، وقد تصل انتقاداتنا إلى التجريح، وقد تطال تلك الانتقادات هذا الشخص المحب لكل ما هو رياضي، ولأنه يعلم بأن الدافع لنا في ذلك حب الوطن، وإن خاننا التعبير، ويعلم أيضاً أننا نرجو الوصول إلى الأفضل، فلا يغضب أو يخرج ليقابل الصوت بالصوت، بل يظل صامتاً، ويتحامل على أوجاعه، ويعالجها بالصبر والحكمة، ويعود بعد فترة ليست بالطويلة، ليسطر لنا إنجازاً جديداً، يؤكد لنا من خلاله مدى قسوتنا وقصر نظرتنا، ويجبرنا على التصفيق والاعتذار.
فهنيئاً لنا بك سلطان، يا من دمت سلطاناً في هدوئك وحكمتك وعلمك وإنجازك.