كتب- وهيب الوهيبي
يأخذك كتاب امرأة استثنائية: زوجة ملك، لتعيش عن قرب واقع حياة امرأة رسمت لنفسها طريقا استثنائيا في منهج حياتها اليومية ومع أفراد أسرتها وتعاملها مع الناس جسدت من خلاله قيم الدين والتواضع الإنساني والتطلع إلى ما عند الله في الآخرة.
الكتاب الذي جاء في (91) صفحة من القطع المتوسط يرصد فيه مؤلفه الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم جانبا من حياة وأعمال سمو الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود زوجة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمهما الله تعالى- بدءا من نشاتها الأولى في بيت دين وشجاعة ومروءة بارتباطها بمنزل سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد الذي كان يمثل عمق التدين والإخلاص للعصر الجديد لدولة آل سعود الثالثة ممثلة بشخص موحدها الملك عبدالعزيز- رحمه الله.
يتناول الدكتور الحزيم في صدر الكتاب السيرة الذاتية لسمو الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بمقدمة عن ميلادها والتعريف بوالدها وأبنائه ووالدتها الأميرة طرفة البتال مستعرضا تلقيها التعليم في علوم الدين والقراءة والنحو والعلوم وتفوقها العلمي على أقرانها، ويستعرض الدكتور الحزيم تفاصيل لافتة من المواقف والمشاهد التي تكشف عن اهتمام الأميرة العنود بأداء واجباتها الدينية والعناية بزوجها القائد والحرص على تربية أبنائها من أصحاب السمو الملكي الأمراء والأميرات فيصل، محمد، سعود، سلطان، خالد، لطيفة.
ويلخص المؤلف أبرز سمات شخصيتها: الهيبة والاحترام والعطف وقلة الحديث وحبها للصدقة وورعايتها للكثير من الفقراء والمحتاجين والوقوف على حاجات الناس.
ويلفت إلى أنه في يوم وفاتها - رحمها الله - عام 1419 هـ لمس الجميع الحزن الكبير على رحيلها وعبر أصحاب السمو الملكي الأمراء بمقالات رثاء وقصائد شعرية تتحدث عن أعمالها الخيرة.
وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى إعطاء إضاءات عن مفهوم الوصية وأحكامها وآدابها ومن ثم التعليق على وصية الأميرة العنود من منظور شرعي وآخر أدبي وحرص سموها على اختيار من تثق في نصحه وإرشاده من العلماء والمشايخ لكتابة وصيتها وفي مقدمتهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله.
ويفرد المؤلف مساحة من الكتاب للتعريف بالوقف في الإسلام وأحكامه وشروطه وأقسامه وأهميته على الفرد والمجتمع لينتقل بعد ذلك الدكتور الحزيم إلى الحديث عن وقف الأميرة العنود والمتمثل في مؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية مستعرضا النظام الأساسي للمؤسسة وإنجازاتها في برامج العناية بالمساجد ومدارس تعليم القران الكريم ودعم الأنشطة الدعوية والدورات العلمية والمؤلفات إلى جانب برامج الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وينتهي الكتاب إلى رؤية مستقبلية يتطلع إليها الجميع بأن تصبح المؤسسة فريدة في شخص الموصي ومميزة في أداء أعمالها.
الدكتور يوسف الحزيم يؤكد أنه ما كان الكتاب ليظهر بهذه الفكرة والصورة إلا بجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز التي انشغلت بمجد والدتها ووفائها ونقبت عن كل المعلومات وبحثت في كل المصادر لتقرب الصورة إلى المتلقي لافتا إلى أن الكتاب لن يكون جديدا في تخليد ذكرى امرأة عظيمة ولكنه طريق للاقتداء.. وحري بأي امرأة عاقلة الاقتداء بمن مات وترك إرثا خيرا يمكن التعلق به وتقليده.