فاجأني الزميل الناقد والكاتب عبد الرحمن السليمان بطرحه في زاويته وميض في عدد الثلاثاء الماضي في الصفحة الثقافية حيث جاء عكس ما يعرف من قلمه المسالم والمصافح للجميع الشامل لهم بكرم أخلاقه وحسن ضنه ومقابلته إساءة بعضهم له بالحسنى، فقد كشف غطاء مشاعره التي كظمها كثيرا ولم يعد يحتمل الصبر تجاه ما كان يعلمه من همز ولمز أولئك البعض، دون تصريح منه يجرح أو مواجهة تفقده صوابه، ومع أنه ألمح ولم يصرح فقد تنوع فهم ما يعنيه عند قرائه استنادا على ما بدر من هؤلاء (البعض) قبل وبعد الاجتماع الأخير لعمومية التشكيليين الذي حُل فيه مجلس الجمعية بعد ترؤس الزميل عبد الرحمن وقيادته له بكل أمانه على مدى ثلاث سنوات، فقد أشار في زاويته الثلاثاء الماضي عن مواقف مسيئة للساحة عامة ممن يبتسمون عند اللقاء ويعادون في الخفاء، اتهموا مجلس إدارته بعدم النزاهة في جانب الميزانية، ومع أنه قادر على الرد في وقته إلا أنه وكعادته يحفظ الود السابق ويتحمل الطعنات فكان حريصا على أن لا يصعّد الموقف قائلا .. إن الأيام (ستثبت لهم عكس ما قالوه ) وشهروا به في وسائل الإعلام المختلفة، سمعهم الجميع مع ما نقله الكثير من مجالسهم التي نعلم ما ستؤول إليه الجمعية بفعلهم من نهاية بدأت معالمها تظهر لمن اعتقدوا فيهم المصداقية إلا من قلة قليلة لا زالت منخدعة بهم يتم توجيهها حسب عقولها القريبة من عقول من يقودهم.
هؤلاء القلة عددا، والكثيرة لغطا وتوجيه اتهامات وتشويه للسمعة الإدارية للمجلس السابق، اخترقوا المجلس وسعوا لتفريق الشمل بالاستشهاد بما سمعوه من أحاديث أعضاء كان الأجدر بهم إبقاء مشاكل أو أسرار المجلس في حدوده الخاصة باعتبار الجميع أسرة واحده، لا أن يكونوا أعين وآذان لهؤلاء الذين استغلوا تلك المعلومات مهما كانت (عادية )واعتبروها فرصة للإساءة للمجلس وعلى رأسهم الزميل عبد الرحمن.
لقد كان أبو محمد غاضا الطرف متسامحا في وقت لا ينفع معه التسامح ولو على المستوى الشخصي مع مثل هؤلاء، كان حريصا على التواصل معهم وخدمتهم إعلاميا، دائم الاتصال بهم مهنئا أو مطمئنا على أحوالهم قابلوها بالتنكر والمغالطة.
وقد ألمحت كثيرا إلى أن في الساحة من عمل في الخفاء لإثارة الزوابع ابتداء من التشكيك في لجنة وضع النظام الأساسي للجمعية التي اختارتها وزارة الثقافة والإعلام جمعت أسماء لا يمكن إنكار أدوارها في تأسيس وانطلاقة الفن التشكيلي ودعمه أو في تحصيلهم العلمي، تبع ذلك ملاحقة مجلس إدارة الجمعية الأول بالتشكيك والتقليل من قدراته، كل ذلك لأن هؤلاء لم يكونوا ضمن تلك اللجنة ولا في المجلس، مع أن أعضاء المجلس اختيروا وتم التصويت لهم من غالبية فناني المملكة حظي الزميل عبد الرحمن ومن معه منهم بشرف قيادة تأسيس الجمعية مع الاحتفاظ بالأدوار والمواقف السابقة للزميل عبد الرحمن ولكاتب السطور وللراحل عبد العزيز الحماد عبر الصفحات التشكيلية في ثقافة جريدة الجزيرة من مقالات كان لها أثرها وتأثيرها في تأسيس الجمعية بشهادة رجال نعتز بهم كما تعتز بهم الثقافة السعودية.
لم أكن أنوي العودة للحديث عن هذه الفئة التي أخذت في الانحسار وتبين لمن حولهم خلو الوفاض، لكن ما جاء في زاوية أبو محمد دفعني لكتابة هذه الأسطر، لافتا نظر من سيأتي أن هناك فرق بين من يبحث عن خدمة الساحة وبين ملء نقصا ما، وبين من لا يحب أن يرى الأمور مستقرة ،وبين من يقدم مشاعر العداء لأحد من أعضاء المجلس على خدمة الجمعية، لنقول لهم أن الأيام القادمة موعد لمفاجئات أكثر، فقد تحولت الأعين والآذان تجاه المجلس القادم.. هل هؤلاء ضمن المرشحين للمجلس الجديد..؟، وهل لديهم القدرة على لمّ شمل مئات التشكيليين وليس العشرات ورعايتهم ودعمهم..؟
وهل سيرى الجميع إصلاحات وتطوير وتحقيق أهداف يقنعون به الساحة التشكيلية مقابل ما من تقصير في المجلس السابق، داعين لهم من الله التوفيق، ويكفي لك أخي عبد الرحمن أن تنام قرير العين رايتك بيضاء كما عرفناها وعرفها الجميع مهما حاول البعض خلق ضباب حولها.