صدر المجلد السادس للعددين 3-4 جمادى الأولى- رجب 1431هـ، شعبان شوال 1431هـ، من مجلة الفيصل الأدبية مشتملاً على موضوعات لغوية وأدبية ونقدية متنوعة، وملف خاص عن اللغة العربية يتناول قضايا مختلفة تتعلق بها؛ إذ ظل ميدان اللغة منذ فجر التاريخ ساحة صراع بين الأمم، ومن أجلها قدم الإنسان أغلى ما يملكه وأنفسه، ألا وهو النفس، ومن أجلها أيضا كُتب لبعض الأمم البقاء على الرغم من بساطتها وإمكاناتها المتواضعة، في حين اندثرت أمم وصلت من الحضارة ذروتها، ومن العلم غايته. فطبيعة الأمم بالأمس لا تختلف عن طبيعتها اليوم؛ لذلك فهي اليوم تتصارع صراعاً حاداً في ميدان اللغة.
تناولت نورة صالح الشملان في مقال بعنوان (رجال السياسة ونقد الشعر) حكاية الشعراء مع مجالس الحكام، وما كان يُلقى فيها من إطراء ومدح، وكيف كان يتعرض إلى النقد، وضربت مثلاً للسياسيين والشعراء بعبدالملك بن مروان مع جرير، وهارون الرشيد والنابغة الجعدي، وسيف الدولة والمتنبي.
حكاية من البادية كتبها هزاع بن عيد الشمري، وهي تحكي عن يتيم عاش مع أمه بعد وفاة والده، وكان اسمه سودان، وكان في طفولته وصباه شقياً يتعب أقرانه، ولكنه سرعان ما أحس بفقدان والده ومسؤوليته عن أمه، فأصبح جاداً، بلغ في جديته مبلغ الفروسية، إلى أن رمت به الأقدار في طمع على امرأة تقيم وحدها في فلاة.
ويضم العدد أيضاً قصة (خطوات إلى اللوحة)، وهي قصة قصيرة كتبتها ميادة حسين مللي، وقصة بعنوان (حسناء برانيزا) لجي دي موباسان، ترجمتها منار محمد رمضان. وضمّ العدد قصيدة (القارب النشوان) للشاعر أرتور رامبو، التي ترجمها محمد محمد السنباطي، وكتبها رامبو في السادسة عشرة من عمره عام 1871م، وقصيدة للشاعر حياة قائد بعنوان: (من أنا)، وقصيدة عبدالرزاق بن سعود المانع (كسرت عنق الزجاجة).
واشتمل العدد على مقال تاج الدين المناني عن العالم الهندي محمد إسماعيل الندوي وخدماته للأدب العربي؛ إذ يتناول السيرة الذاتية لهذا العمل الذي تخرج في ندوة العلماء في لكهنو في عام 1957م، وذهب للدراسات العليا في القاهرة، ثم عاش في الجزائر وتزوج منها. ثم تناول مؤلفاته، فعرض عدداً من كُتبه في التاريخ واللغة والديانات والأدب، كما تعرض لمقالاته المتنوعة.
وتناول عبدالمنعم مجاهد عبدالوهاب الأعمال الروائية لعبدالمنعم السلاب بدراسة نقدية بعنوان: (من أين يأتي التغيير؟)، على إثر فوزه بجائزة الدولة التشجيعية عن رواية (حكاية المواطن والضابط) عام 1987م. وقد أكد تقرير لجنة الجائزة قدرة الكاتب على الإبداع. وأتت هذه الرواية بعد عدة أعمال بدأت منذ عام 1957م ب(خدوعك يا ولعة)، ثم رواية (الحرب الثالثة) عام 1999م، (عاد الأسد نبيلاً) عام 2001م، و(علاقات تفقد البراءة) عام 2008م، التي تنتمي إلى الريف من حيث المكان، وقام الكاتب بعرض مفصّل لها، خلص في النهاية إلى القول: إنها تنتهي بمفارقة تنفي خيرية التلوث. وله تحت الطبع: (الحقيبة المغلقة)، ومسرحيتا (التمثال) و(الحاجز)، ومجموعة قصص قصيرة.
وضم العدد ملفاً خاصاً عن اللغة العربية يتناول قضايا مختلفة تتعلق بها، منها العربية في سوق اللغات كتبه جمال الحسيني أبو فرحة، وحاول أن يبرز من خلاله جمال اللغة العربية وتفوقها على كثير من اللغات، وقضية أخرى بعنوان: أعربي أنا أم ناطق بالعربية؟ (أزمة التعريف في المفاهيم المعاصرة)، كتبه الحسن طه سعيد جالو.
كما يشتمل العدد على حوار بعنوان: (الندوة العالمية للشباب الإسلامي وتطوير أقسام اللغة العربية في الجامعات)، أجراه الزميل حسين حسن حسين مع الدكتور خالد العجيمي، الذي يقول: إن المشروع يدعم أقسام اللغة العربية بطرائق جديدة. وتركزت الأسئلة حول المشروع وأهدافه، وخطوات تنفيذه، وما تم إنجازه في مسار الشهادة الثانوية العالمية، وخطة المستقبل التي تم بموجبها الاتفاق على فتح مراكز جديدة في كل من: غانا، ومالي، وبوركينافاسو، والنيجر، إضافة إلى أنه بفضل الاستمرار في الاتصالات تم فتح عدد من المراكز الأخرى في كل من: السنغال، وإثيوبيا، والصومال، وتشاد، وإندونيسيا.
وكتب الدكتور حيدر مصطفى البشعان دراسة بعنوان: من ملامح الحضارة الإنسانية في أدب المهجر، تناول فيها نماذج من أدب إيليا أبي ماضي، الذي يؤمن بروحية الشرق، ويؤمن بالأخوة الإنساني، وبالتفاؤل والإقبال على الحياة بشكل لم يعرفه شعر المهجر الأمريكي، ويظهر هذا الأمر في عدة قصائد، خصوصاً في قصيدته (فلسفة الحياة) التي يختمها بهذا البيت المشهور:
أيّ هذا الشاكي وما بك داءٌ
كن جميلاً ترى الوجود جميلا
وقام العدد بعرض بعض الإصدارات الجديدة لنادي حائل الأدبي، ودارة الملك عبدالعزيز؛ مثل: كتاب أمثال شعبية في الجزيرة العربية، ومن القصص (أوراق الماضي) لمريم جمال الحارثي، كما صدرت مجموعة كتب للدكتور عبدالله الصالح العثيمين منها (مشاعر في زمن الوهج) ديوان شعر، و(من وحي رحلات إلى خارج الوطن)، و(أنت يا فيحاء ملهمتي).