مجلة حراء.. والإبداع الحضاري
مجلة حِراء مجلة علمية ثقافية فصلية تُعنى بالعلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية.. وقد صُدر منها العدد التاسع عشر، وتضمَّن العديد من المواد العلمية والثقافية والأدبية، ومنها: «أرواح نذرت أنفسها للحق»، جاء فيه: إن أهم جانب يستدعي النظر ويجلب التقدير والإعجاب عند الأبطال الذين أحبوا الله تعالى ونذروا حياتهم في سبيل رضاه وارتبطوا بغاية مثلى هي نيل محبته.. إن أهم جانب لدى هؤلاء الأبطال وأهم مصدر من مصادر قوتهم، هو أنهم لا يبتغون ولا ينتظرون أي أجر مادي أو معنوي، ولن تجد في خططهم وحساباتهم أنهم يعيرون أهمية لأمور يسعى طلاب الدنيا للحصول عليها، كالأموال والأرباح والثروة والرفاهية. هذه الأمور لا تشكل عندهم أي قيمة ولا يقبلون أن تشكل عندهم أي مقياس.
وكتب د. محمد عمارة مقالاً بعنوان «الروح والمادة، قال فيه: بالأمن الاجتماعي والمجتمعي يزدهر العمران الإنساني وبغيبته يتراجع هذا العمران، وإذا كانت المقومات الضرورية لتحقيق الأمن الاجتماعي والمجتمعي كثيرة ومتعددة فإن في مقدمة هذه المقومات يأتي الأمن الديني والروحي والفكري، والأمن على مقومات المعاش المادي في دنيا الإنسان.. فمن دون الإيمان ومن ثم الأمن الديني والعقدي والفلسفي يلتهم الخوف والفزع والقلق والاغتراب استقرار الإنسان وطمأنينته.
وكتب د. محمود خليل مقالاً بعنوان «الفن الإسلامي» قال فيه: لا مراء في أن الفن كالعلم، فهو وسيلة إلى مَقْصَد، حُكْمُه حُكْمُ مقصده، فإذا استخدم في حلال فهو حلال، وإذا استخدم في حرام فهو حرام.
وكتب د. عبدالحليم عويس مقالاً بعنوان «أزمة الذات المسلمة» قال فيه: إن نقطة الإعجاز في الحضارة الإسلامية أنها استطاعت أن تمشي في التاريخ، وأن تقدم صوراً من الإبداع الحضاري المادي لا تقل عن أي حضارة أخرى سبقتها، أما عطاؤها في الإنسانيات فهو فريد في الحضارات كلها.
ونشرت مجلة «حِراء» قصة بعنوان «يا سين أنت» للقاص علي تكول.. وقصيدة بعنوان «ذات مساء» للشاعر عثمان عمرلي يقول في بعض أبياتها:
لم تبصر الكلمات إلا شاطئا
يغتالها فتغربت في الماء
فطفقت أخصف بالظلال على رؤى
ذرفت ملامحها على أشلائي
لألملم القلب المضيء بجرحه
وأمد في مرآة لون ضياء
جبل هنالك كان أبيض لونه
لكن أصيب بطعنة الظلماء
سبح طويل للظلام على المدى
وعلى جفون الصبح ألف غطاء
مازال يرنو للحياة فأقبلت
ألحانها (.. تمشي على استحياء)
مجلة الكويت.. وماضٍ لا يغيب
عبر افتتاحية مجلة الكويت الثقافية، كتب مدير التحرير عن الرحلات وقال: أن نرتحل هو أن نعرف أكثر.. هو أن نتفهم الأفكار وأن تستكشف المجهول..
الرحلة قراءة في المشهد الإنساني والطبيعي
اغتراب من أجل انتماء أوسع وأغنى
وكتب الأستاذ أحمد بشار عن الأخطاء اللغوية
وقال: كلما أسمع خطأً نحوياً أو لغوياً من متحدث يتصدر شاشات الفضائيات المنتشرة انتشار الجراد أو من خطيب يعتلي منبراً أحس وكأن أحداً يضربني على أذني!
ولا ريب في أن سكوتنا عن الخطأ وإهمالنا وتقاعسنا عن التنبيه إليه والتحذير منه مصيبة كبرى.
وأفردت مجلة الكويت العديد من الصفحات لعرض كتاب د. يعقوب الحجي (الكويت والبحر)، وفيه يقول المؤلف:
أعتقد أن هذا الكتاب هو أهم إنجاز لي..
أردت أن يفهم القراء الغربيون والعرب على حد سواء طبيعة المجتمع الكويتي قبل النفط.. وإظهار كم كنا بلداً نشيطاً، سكانه ذوو مهارة عالية ومتحدون من أجل العيش من البحر..
وقال: العديد من الناس اليوم لا يدركون هذه الحقيقة بما أن كل شيء تغير فجأة وبشكل جذري مع تطور صناعة النفط.
وكتب د. عبدالعزيز المقالح مقالاً عن الإنسان، الحرية، الرغيف. قال فيه: أنه من المخجل في عصر بلغ التطور التقني فيه منتهاه أن يبقى هناك بشر يجوعون بل يموتون جوعاً، وبشر يتنازلون عن حريتهم لأسباب تعود إلى حاجتهم إلى الرغيف المغموس بالمذلة.
ونشرت مجلة الكويت حواراً مع الدكتور جمال بوطيب، الكاتب والباحث المغربي والأستاذ الجامعي بكلية الآداب بفاس، قال فيه: الأدب يرفض الإقامة في صالونات التجميل.. الإبداع يولد جميلاً.
كما نشرت قصيدة للشاعر نايف العنزي بعنوان «الاختيار» يقول فيها:
(1)
عندما اختار اللون الأسود
يعني أني
استطيع مسح البياض
(2)
قال الأبيض للأسود:
لك الأطراف
فبقيت الزوايا رهينة
الحسابات
مسودة التاريخ
بياض
يقول لك صفاؤه
ماذا ترى؟
وكذلك قصيدة تعبر عن معاناة الطفل الفلسطيني كتبها الشاعر الحبيب دربال:
فتحوا النيران على لعبي
كانوا يخشون صواريخي الورقية
رشاشي الخشبي
وسيوفي الفضية
حتى عكازة جدي البنية
مجلة دبي الثقافية .. ولوحات أمين الباشا
في العدد الجديد من مجلة «دبي الثقافية» كتبت د. هيفاء بيطار عن الشاعر الراحل محمود درويش وقالت: لا مجال للتحدث عن عظمة شاعر عبقري ومفكر مثل محمود درويش، المرهف، والشفاف الذي نشعر أنه من الصعب تحمل جمال شعره، كما تصيبنا الدهشة أمام مناظر طبيعية خلابة ونادرة.. وببساطة أنا واحدة من ملايين أشعر أن هذا الشاعر أثر في تكويني الإنساني والإبداعي.
وأفردت مجلة دبي الثقافية عدة صفحات عن لوحات الفنان المبدع أمين الباشا.. وقال الكاتب زهير غانم: من المؤكد أن الفنان أمين الباشا لا يضيع عين الطفل وإحساسه ومشاعره ولعبه الفني في أعماله، خاصة في تلخيصه للأشكال والألوان وتلك الصدوع والشقوق الضوئية البيضاء من سطح الأوراق تخدم حركة اللوحات وتحولاتها، ومن المؤكد أن بيروت أمين الباشا هي فردوس طفولي مفقود يفتش عنه ويحاول رصده ورسمه بسبب أمومة بيروت الحانية.
ونشرت قصيدة للشاعرة عائشة الشيخ بعنوان (أتذهب يا شعر) تقول فيها:
أيا سيداً كالربيع وكالحب والأمنيات
فخذني معك
فلاشيء أجمل منك هنا
ولا شيء مثل الذي لي معك
فكل الصباحات مثل التي غادرت أو تجيء
وكل المساءات لغز كئيب
وكل التفاصيل باردة عندما.. لا تكون القصيدة
وصدر مع العدد الجديد كتاب (فضاء لغبار الطلع) للشاعر أدونيس.. وقال رئيس التحرير أ. سيف المري: لا شك أن أدونيس كان يستشعر غربة امرئ القيس وهو يعيش بين غربتين: أدناهما المكان وأصعبهما الزمان.