من المعروف أن ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الهادفة إلى تحرير عقل المسلم من الخرافات وشوائب الشرك كان المنعطف التاريخي في تاريخ نجد.
وقد ألف الدكتور عبد الله الصالح العثيمين كتابا بعنوان: (نجد قبيل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب) صدر عن مكتبة الرشد أوضح فيه عدم دقة بعض ما ذكر عن حدوث الشرك عند كافة النجديين قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وقال: من المقارنة بين المصادر المختلفة يبدو أن الحالة الدينية التي كانت سائدة في نجد حينذاك لم تكن بالصورة التي أظهرتها بها بعض المصادر المؤيدة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية لكن يتضح جليا أنها كانت غير متفقة مع قول من قال عن أهل المنطقة في تلك الفترة: أنهم كانوا قد خلعوا ربقة الإسلام والدين. بل إنها كانت بعيدة عن الادعاء القائل بأن كل أثر للإسلام كان قد اختفى من نجد وأن قراءة القرآن والصلاة والزكاة والحج كلها أمور قد نسي من قبل سكانها على أن تلك الحالة من ناحة أخرى لم تكن مستقيمة كما قد يستنتج من المصادر.
لقد كان هناك جهلة يمارسون أعمالاً شركية لكن عدد هؤلاء كان فيما يظهر قليلا إذا قورن بمجموع السكان.
وكان هناك كثير من البادية الذين لا يقومون بأركان الإسلام نتيجة جهلهم بها، وكان موقف علماء المنطقة من هذا الوضع سلبياً على العموم، لكن كان هناك ملتزمون بأحكام الشريعة وقائمون بأركان الدين الإسلامي وما يأمر به الدين من واجبات وسنن.
وأكد المؤلف أنه من الواضح أن منطقة نجد كانت في حاجة إلى حركة إصلاحية توضح للجهال ما كان خافياً عليهم وتقضي على كل ما من شأنه أن يخل بعقائد الناس وتلزم من لم يكونوا يؤدون أركان الإسلام على أدائها.