Wednesday  29/09/2010 Issue 13880

الاربعاء 20 شوال 1431  العدد  13880

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

حققت المملكة انتصارات مشهودة على مستوى العالم في الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه.. حتى أصبحت اليوم واحدة من المدارس العالمية في أساليب مكافحة الإرهاب.. فالإرهاب صار بفعل ثورة المعلومات وتطور وسائل الاتصال شبكة دولية متداخلة.. الجميع يعمل فيها من حيث يدري أو لا يدري.. فهي بالنسبة لبعض المنظمات والدول أداة لتحقيق مآرب سياسية.. وهي للبعض جهاد ومحاربة احتلال.. وهي لآخرين انتقام وثأر.. وآخر ما سمعناه هو أن بعض الدول المستقلة حديثًا بدأت تبحث عن حصة أكبر لها في سوق النفط.. لتعويض تأخرها في دخول السوق بطريقة غريبة جدًا هي تزويد الإرهابيين في المنطقة بالوقود اللازم لاستمرار القلاقل.. الأمر الذي يعني تحول جزء من كعكة إنتاج النفط إلى هؤلاء القادمين الجدد.. أي أن تهمة دعم الإرهاب شملت دولاً بعيدة وقريبة معتدية ومعتدى عليها غنية وفقيرة جارة وصديقة وشقيقة.. كما تعددت أسباب هذا الدعم فمنها المذهبية ومنها السياسية ومنها الاقتصادية.. واتسعت مظلة الأسباب والمتسببين حتى صار الحليم منها حيرانًا. ومع كل هذا حققت المملكة نجاحًا يحق لنا أن نهنئ أنفسنا عليه.. وأن نتساءل في نفس الوقت: إذا كانت لدينا تلك القدرة التي شهد بها العالم في مكافحة الإرهاب فلماذا فشلنا في الحد من هروب الشغالات والسائقين والعمالة عمومًا؟.. إن هروب الشغالات بالذات بات أمرًا مقلقًا وموجعًا للعوائل السعودية والمقيمة في بلادنا.. فهذه الجريمة المستحدثة أصبح لها قادتها ووسائل اتصالاتها وشبكة علاقاتها وتنظيماتها.. إنها إجرام ينشط في سوق يعمل فيه ثلاثة ملايين شغالة وسائق. لماذا فشلنا في الحد من نشاطات مجرمي تهريب العمالة؟.. يُطرح هذا السؤال في شهر رمضان الكريم بالذات.. فالحديث عن هذا الأمر يزيد في رمضان لأنه الموسم العظيم لهروب الشغالات والسائقين.. ومن الناس من يتساءل عن كيفية تسهيل الأمر على هؤلاء المجرمين! الحقيقة أن الأمور المتصلة بالعمالة من استقدام إلى تجديد إقامة إلى نقل كفالة إلى بلاغ هروب.. الخ.. كلّها تنطوي تحت مشكلات ذات صلة بمجرمين يمتهنونها.. فهي التي تيسر العسير وتجيز الممنوع وتقفز على النظام.. كما أنهم لم يحتكروا تنظيم تهريب العمالة فقط، بل هؤلاء المجرمون اخترقوا مجالات كثيرة وسيطروا على نشاطات محددة بعينها. هؤلاء المجرمون الذين يعملون وفق أساليب العوالم السفلية لا تزال أساليبهم ناشئة لكنهم يعملون في سوق خصب واسع.. والقدرة الشرائية المرتفعة للمواطن السعودي جعلته يقبل بالاستغلال والسكوت عليه وما ذلك إلا لأن (عضته في الصوف) كما يقولون.. لكن ماذا لو وصلت العضة إلى اللحم ثم العظم؟. إذا سارت الأمور كما هي دون التفاتة لتلك العصابات فإننا لسنا بعيدين من أن نفاجأ بأمور خارج نطاق قدرتنا على حلها.. وحينها ستكون العضة في لحم القلب وعظام العمود الفقري. والله من وراء القصد.

 

أنت
المجرمون في سوق العمالة
عبد المحسن الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة