Wednesday  29/09/2010 Issue 13880

الاربعاء 20 شوال 1431  العدد  13880

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

أبجديات الحياة تفرض علينا ما لا نحتمل، أو نتمنى..

وتحرمنا مما نحتمل، ونتمنى.. فننصاع، ونستجيب طوعًا، وقسرًا.

قد ندرك آلية تغيير أبجدياتها، ولا نتمكن من التغيير الفعلي..!! فَنُذْعِنْ ونُسَلّم..!!

وربما نتمكن من التغيير الفعلي، ونجهل..

آلياته..!! فَنُذْعِنْ ونُسَلّم (أيضًا)..!!

حيث إن الإذعان والتسليم ديدنا وفي جميع أحوالنا.. حتى أمام وقاحة تنبعث من البشر، وتزكم، بسببها الأنوف.. فالحياة لا تخلو من وقاحة الخلق.. وقد تكون (أنت) هكذا، وتنكر ذلك!! أو تدّعي العكس..!! لأنك لو أدركت ما أنتَ فيه لصححت عيوبك ورممتها.. وما على الآخرين سوى التعايش معك رغم أنف الوقاحة..!!

فأي وقاحة عنيتْ؟!

بل أي فعل يرى وقحًا.. وأي الأفعال لا ترى كذلك..؟!!

وهل كل من رأى الفعل وقحًا، كان وقحًا (بالفعل)..!!؟

وماذا عن الصراحة.. وإمكانية الجمع أو الفصل بينها وبين الوقاحة..؟!!

يقول الإمام الشافعي:

تعمدني بنصحك في انفراد

وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع

من التوبيخ لا أرضى استماعه

فإن خالفتني وعصيت أمري

فلا تجزع إذا لم تلق طاعة!

فالإمام الشافعي رأي في النصح في الجماعة وجهًا من أوجه التوبيخ.. فهل من الوقاحة النصح في الجماعة..؟!

السلوك الوقح ضده السلوك المؤدب، ومن السلوك الحسن تحين فرص النصح.. أوقاتها وأمكنتها..

أيضًا من الوقاحة تصيد عيوب الآخرين، والاصطياد في الماء العكر.. وما أكثر عكر مياهنا.. بقصد منّا، أو بدون قصد.. ونصب الشباك على أشده من الغير.. وهو فعل إلى الوقاحة أقرب..

والألفاظ النابية، البذيئة جزء منها.. ولكن ليس كل شخص يقر أن الألفاظ التي يأتي بها نابية، بذيئة..!!

لماذا؟

لاعتياده عليها.. وتعامله بها.. وإدراجها ضمن أحرف، وكلمات، وجمل حديثه بحيث أصبح لا يستطيع التفريق والفصل بين اللفظ القبيح.. والثاني الحسن لكثرة ما ينطق من الألفاظ القبيحة الوقحة مما تربى في أحضانها وبين أزقتها.. فما هو الشأن بخصوص الأفعال..؟!!

في (مختار الصحاح) وقح الرجل من باب ظَرُف قَلَّ حَيَاؤُه فهو (وقح).

فمن قلّة الحياء التطاول على الآخرين قولاً وفعلاً..

ومنه التجاوز في السلوك.. أو عدم وزن الأفعال والأقوال في ميزان ما يستحق وما لا يستحق التعامل به من بعضنا بعضًا..

يقول أحدهم:

أخوكُ الذي يَحميكَ في الغيبِ جاهد

ويستر ما تأتي مِنَ السوء والقبحِ

وينشرُ ما يُرضيكَ في الناسِ مُعلِنًا

ويغضي ولا يألو مِنَ البِرِّ والنُصحِ

فهل بحوزتنا كم هؤلاء الأخوة؟ وأي وسيلة توعوية نستطيعها نتمكن بها من إشاعة هذه الفئة من الأخوّة التي هي بمثابة درع واقٍ لنا.. وستار وكساء يغطي عيوبنا من التصيد لها شم إشاعة بوقاحة تعلن عن نفسها دون إيضاح دقيق!!

P.O.Box: 10919 - Dammam 31443

happyleo2007@hotmail.com
 

بلا تردد
التعايش مع السلبيات
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة