Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/09/2010 G Issue 13867
الخميس 07 شوال 1431   العدد  13867
 
كلمة بعد كلمة
بشار ولجنة الاستثمار..!
عبدالكريم الزامل

 

لقي الشاعر العباسي الأعمى (بشار بن بُرد) رجلاً غريباً يسأل عن منزل أحد سكان البصرة، فقال له بشار: سر في هذا الطريق فإن صاحبك يسكن في المنزل الأخير منه.

فقال له الرجل: ألا ترشدني.!

فقال بشار: أتريد من الأعمى الإرشاد.!

فقال الرجل: إني أُمسك يدك وأنت تقودني.!

فأمسك بشار يده وأنشد بيته المشهور:

أعمى يقود بصيرا لا أبا لكُمُ...

قد ضل من كانت العميان تهديه

تذكرت هذه القصة الطريفة للشاعر بشاربن بُرد عندما هممتُ بكتابة هذا المقال رابع أيام العيد ليكون عن لجنة الاستثمار بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومما لاشك فيه أن المسئولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة سمو الرئيس العام وسمو نائبه طرحوا كامل الثقة بتلك اللجنة لتُبحر بالاستثمار الرياضي إلى أقصى ما يمكن استثماره في الأندية وفي المنشآت الرياضية التابعة للرئاسة. لكنها من وجهة نظري وأيضاً بعض مسئولي الأندية قد خيبت التوقعات حتى أنها فشلت بالقيام بأبسط مهامها وهي توفر (المعلومة) والمؤسف حقاً أن هناك تغييبا شبه كامل لقاعدة المعلومات عن الاستثمار الرياضي بالسعودية من خلال الدراسات المبنية على أسس وبحوث علمية، وهذا يقودنا لطرح التساؤل التالي:

ماهي الدراسات والبحوث التي مولتها اللجنة لبناء قاعدة المعلومات الدقيقة في مجال الاستثمار الرياضي وهو الذي أصبح المحرك الرئيسي لعجلة تطوير الرياضة السعودية، وذلك لتكون متوفرةً في يد المستثمرين الذين يرغبون الاستثمار في الرياضة..!

ولن أذيع سراً إذا كتبت أن أبسط المعلومات غير متوفرة لدى اللجنة ومنها على سبيل المثال لا الحصر كم عدد الشركات المحلية والأجنبية التي تعمل في التسويق والاستثمار والتنمية الرياضية بالسعودية وماهي الخدمات التي قدمتها اللجنة لتلك الشركات ومن ذلك على سبيل المثال إنشاء جمعية أو رابطة المستثمرين الرياضيين أو حتى إصدار دليل تعريفي لها..!

وحتى لا أظلم اللجنة فمعلوماتي هذه مصدرها أحد الباحثين في هذا المجال..!

والحقيقة أن اللوم لا يقع بكامله على لجنة الاستثمار وهي التي شُكلت منذ سنوات عندما كان الاستثمار الرياضي في بدايته ولا يشكل الدخل الرئيسي للرياضة السعودية بشكل عام لذا كانت البنود والضوابط التي تضمنتها لوائح الاستثمار وضعت لفترة مؤقته تتوافق مع تلك الفترة الزمنية لكن أن تبقى تلك اللوائح بدون تغيير وتطوير لتتوافق مع المرحلة الحالية التي تشهد طفرة الاستثمار الرياضي في السعودية فتلك أحد أهم عوائق الاستثمار والذي لازالت -وللأسف- أرضيته هشة ولم يكن للجنة دور مؤثر يساهم في بناء بنية تحتية صلبة للاستثمار الرياضي بل أصبح دورها فقط ينحصر في توثيق العقود بين الأندية والمسوقين والمستثمرين بدلاً من متابعة وتطوير ومساندة ودعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية الرياضية في تحفيز المستثمرين الجدد، وكذلك تنمية مداخيلها من خلال رفع عائداتها والمحافظة على حقوقها وامتيازاتها في العقود الموقعة حالياً بينها وبين الشركات العاملة في مجال التسويق والاستثمار الرياضي، وذلك تمهيدا لخصخصتها..!

وختاماً.. سأستمر أُردد بيت الشعر لبشار بن بُرد مادامت لجنة الاستثمار هي من يقود الاستثمار الرياضي بينما الأندية لا تستطيع اتخاذ قرار الاستثمار منفردةً حتى في بيع البليلة قبل مبارياتها..!

لعبنا أمام منتخب مزيف..!

أعلن الاتحاد المحلي لكرة القدم في توغو مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكد أن الفريق الذي ادعى أنه يمثل منتخب البلاد وخسر أمام نظيره البحريني في المنامة الثلاثاء قبل الماضي لم يكن لاعبوه من توغو». وهو نفس المنتخب الذي كان قد واجه المنتخب السعودي وخسر منه بهدف قبل أكثر من شهر وذكرت التقاريرأن وكيل لاعبين (مزيف) وغير معروف الاسم ولا الجنسية باع المباراة للبحرين وقبل ذلك للسعودية..!

ما حدث لاشك أنه أمر خطير وقد يكون قد حدث قبل ذلك لكنه لم يُكتشف وهو حدث لا يمكن السكوت عليه وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يفتح محضر تحقيق ليحاسب من تسبب أو تسببوا في هذه الخديعة والتي وللأسف لم يكتشفها مسئولو المنتخب بعد أن لعبوا مباراة ونصف المباراة أمام المنتخب المزيف فيما اكتشفها البحرينيون مباشرة بعد أن شاهدوا مستوى اللاعبين الفني بينما كان الجهازان الإداري والفني لمنتخبنا (مبسوطين) من النتيجة التي حققوها أمامهم بالفوز بهدف فيما كان البحرينيون قد فازوا بثلاثية على المنتخب المزيف لكن النتيجة والمستوى ساهمت في إثارة شكوك البحرينيين..! لذا دائماً وأبداً نؤكد على أهمية اللعب مع منتخبات معروفة وكبيرة في أيام الفيفا وإن لم تسمح الظروف بذلك فالأفضل عدم إقامة مثل هذه المباريات أو أن تكون أمام منتخب خليجي فهو الأفضل فنياً والأقل تكلفة مادية.

نوافذ:

- فوز منتخبنا للاحتياجات الخاصة بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية هو إنجاز يحسب لاتحاد اللعبة وللجهازين الإداري والفني ومعهم لاعبو المنتخب الذين قدموا صورة من صور الإبداع والعزيمة والإصرار على رفع راية التوحيد خفاقة في أرض مانديلا وهي رسالة لمنتخباتنا الوطنية وعلى رأسها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم..!

- خسارة الهلال لنجمه خالد عزيز بسبب الإصابة لاشك أنها مؤثرة وسيعاني الدفاع الهلالي كثيراً في ظل غيابه خاصة وأن أسطورة الحراسة الآسيوية محمد الدعيع قد اعتزل..!

- مرةً أُخرى، أؤكد أن جماهير النصر هي من قد يقف أمام عودة فريقها للمنصات بسبب الضغوط التي تمارسها على ثلاثي العمل الإدارة والجهاز الفني واللاعبين ومادامت تسير خلف عاطفتها فلن يصعد فريقها للمنصة..!

- تأخر الاتحاد السعودي في إعادة تشكيل لجانه والتي سبق وأن أعلن عنها لا أحد يعلم الأسباب هل هي ندرة الكفاءات المؤهلة أم أن أداء اللجان الحالية لازال مقنعاً بالنسبة للمسئولين رغم أن آخر لجنة شكلت قبل ستة أشهر وهي لجنة التحكيم لم تحقق الرضا وتسببت في كوارث تحكيمية خاصةً مع بداية هذا الموسم..!

- تحويل الحارس عبدالله العنزي محترفاً لا شك أنه قرار موفق من قبل إدارة النصر مما سيساهم في رفع مستوى اللاعب متى ما عرف واجباته التي يجب أن يلتزم بها كلاعب محترف بعد أن يتفرغ للكرة وتصبح مصدر رزقه وأهمها اتباع إرشادات التغذية السليمة والابتعاد عن السهر والمحافظة على التمارين..!

- قمة الاتحاد والأهلي جاءت في الوقت غير المناسب إجازة عيد ومباريات حاسمة في بطولة آسيا: لماذا يا لجنة المسابقات..!

- مدير عام الكرة بالنصر الكابتن سلمان القريني نفى أن يكون انقطاعه عن العمل بسبب تأخر تسديد الرواتب مؤكداً أن ظروفه العائلية سبب غيابه الفترة الماضية، ولا شك أن أباحمد من خيرة العاملين في الوسط الرياضي ويملك خبرة كبيرة ويعي أن كل الأندية تُعاني من أزمات مادية ولو أن العاملين بالأندية ربطوا حضورهم بتسديد المستحقات أولاً بأول لما بقي منهم أحد يعمل..!

- لعب الشباب والهلال آسيوياً بعد أن تم إرسال هذا المقال متمنياً أن يكونا قد حققا نتيجة إيجابية في مباراتي الذهاب..!



alzamil@cti.edu.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد