يقال إن أحد الحريصين على المال تفتق ذهنه أثناء قيامه ببناء منزله عن فكرة الاستغناء ما استطاع عن الاستعانة بأي عامل يظن أنه يستطيع القيام بعمله وبرغم نصائح من حوله إلا أنه أصر على تنفيذ الفكرة وقد نجح نجاحاً باهراً يسجل له، حيث عمل ما لا يقدر عليه غيره، حيث كان مهندساً معمارياً وكهربائياً وخبيراً في والديكور والدهانات وقد وفر بعد نهاية العمل ما يقدر بنصف التكلفة الفعلية وحصل على ما يطلق عليه تجوزاً منزلاً قائماً، وما إن مضى على نهاية البناء مدة بسيطة وقبل أن يستمتع بالسكن حتى بدأت المشاكل تتوالى واحدة واحدة وانطلق يستعين بمن كان يعتقد انه لا حاجة له بهم لتتضاعف تكاليفه أربع مرات لا ليحصل على إصلاح ما أفسد بل للترميم المؤقت فقط.
|
وبعض إخواننا الشعراء ما أن يفكر بإصدار ديوان أو مطبوعة إلا وينطلق مستأثرا برأيه والاستغناء بذوقه الذي من الطبيعي ان يكون سيئا مقابل ذوق وخبرة من وهبه الله الذوق الرفيع وأمضى العمر يدرس ويتعلم ويمارس وينمو مع الأيام ليستطيع أن يضع اللون المناسب والخلفية المناسبة والخط المناسب والورق المناسب والتوزيع المبهر للضوء والظل.
|
وقد وقع في يدي عدد من الدواوين والمطبوعات التي لو سلمت من ذوق أصحابها لتركت اثرا جيدا بعد قراءتها، وتمنيت لو أن من أهدر هذا المال حتى ولو كان بسيطا أن يضيف إليه أجرة مخرج بارع يعرف كيف يتعامل مع العمل الصحفي بشكل مقنع؛ إذ كيف يمكن لأي ذوق بسيط ان يضع خلفية خضراء داكنة لقصيدة كتبت باللون الأسود أو خلفية بعضها داكن والآخرفاتح بحيث يمكن قراءة بعض النص وتعذر قراءة البعض الآخر.
|
وأخطاء كثيرة وكبيرة لو سمع من فعلها المثل القائل (عط الخباز خبزك لو أكل نصفه) لسلم من الخسائر والتهكم ولسلم ذوقنا من الجرح.
|
|
الا يا مال فرقى العين الا يامال فرقى العين |
يا بعد الفرق بين الناس ياخلاق ياكافي |
خطاة الزول صورة يحسب الجمعة ضحى الاثنينن |
يغر الاجنبي زوله وفي ملبوسه الضافي |
|
|