Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/08/2010 G Issue 13846
الخميس 16 رمضان 1431   العدد  13846
 
جائزة خادم الحرمين لتكريم الموهوبين وآفاق جديدة لمشاركة المواطن
د. شجاع بن متعب بن غميض

 

تتوالى اهتمامات خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بالمواطنين، وما قرار مجلس الوزراء بالموافقة على استحداث جائزة خادم الحرمين لتكريم المخترعين والموهوبين، والتي تهدف حث أفراد المجتمع على التنافس المثمر وتحفيزهم على الابتكار في المجالات العلمية والتحول إلى مجتمع المعرفة واستثماره إلا تأكيد لذلك، وحرص على فئة مهمة وشريحة فاعلة من المواطنين لا يقتصر نفعها على ذاتها بل يتميز بالعمومية والشمول.

فرعاية الموهوبين والمتفوقين علمياً له أثر كبير على المجتمع ويلامس حياة الناس، وما تعيشه المجتمعات في العصر الراهن من سمات حضارية معتمدة على الابتكارات العلمية هي نتاج ما توصلت إليه العقول المبدعة للعلماء والموهوبين والمتميزين علمياً من اختراعات نافعة للمجتمع البشري.

وجائزة خادم الحرمين الشريفين جاءت لتفتح المجال للمواطنين للمساهمة وتفعيل دورهم في اكتشاف الموهوبين ومساعدتهم وتشجيعهم، عبر المجالات والطرق المختلفة، وعلى الأسرة بشكل خاص وكافة شرائح المجتمع بشكل عام، أن تسعى لاكتشاف الموهوبين ووضعهم في دائرة الضوء ومنحهم العناية والاهتمام والمساندة والتشجيع المناسب، الذي يمكنهم من إبراز وتوظيف مواهبهم فيما يخدمهم علمياً ويعود على وطنهم بما ينفعه.

كثير من المتفوقين والموهوبين قتلت موهبتهم وخسر المجتمع بذرة قد يكون لها نفع طيب، سواء كان لجهل المحيطين بهم، أو لقلة ذات اليد، وكثير من الموهوبين حاولوا الوصول وتعثروا نتيجة إهمال أو تقصير المؤسسات الحاضنة لهم التي لم تؤدِ دورها كما ينبغي وتأخذ بيدهم وتسهل طريقهم بما تستطيع ولو بالدعم المعنوي وتذليل بعض الإجراءات التي تحول بينهم وبين ما يصبون إليه، وكم من موهوب سبق إليه هيئات أو مهتمين من خارج الوطن وكسب ثقته وولاءه واستثمر إبداعه وابتكاره وخسر الوطن ذلك، وهو الأولى بثمار تلك الموهبة.

وأجدر بنا أن نستشعر المسئولية وأن ندرك أن الوطن لا يتوقف عند حدود زمننا القصير بل هو امتداد له، مثل ما كنا امتداد لغيرنا، ويفترض أن نزرع، حتى وإن كنا متأكدين من أننا لن نحصد الثمر الذي لن يتحقق بزمن نعيشه وعلينا أن ندرك أن العمل الطيب لا يتوقف أجره وحسناته بزمن فاعله.

هذه الجائزة تفتح آفاق وأبواب لكل من ينالها وقبل ذلك فتحت المجال ووجهت العقول إلى المصادر الحقيقية التي تنفع المجتمع وينبغي أن تتجه الأفكار وتتحول من الاهتمامات المؤقتة المحصورة في دائرة ضيقة وفئة دون أخرى وذات نفع المحدود إلى مجال أوسع وميدان أرحب يتنافس الجميع فيه لخدمة الوطن والمواطن.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد