قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). في الخامس من هذا الشهر الفضيل أعلن الديوان الملكي نبأ وفاة معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي وزير العمل. وقد صُدمتُ من الخبر، لا اعتراض على قدرة الله سبحانه وتعالى وإنما على رجل دولة أخلص لوطنه ومواطنيه.
وقد قمتُ البارحة بواجب العزاء في منزل شقيقه بحي الملز وقدمت العزاء لأولاده ومحبيه، وهو أقل شيء يمكن تقديمه.
وكان المنزل يكتظ بعدد كبير من المعزين من الوزراء والسفراء ورجال الفكر والثقافة. وفي الحديث الصحيح (أن من أحبه الله أحبه الناس). الراحل أكبر من وزير، كان جملة من الرجال في رجل واحد، كان موسوعة بكل ما تعنيه كلمة موسوعة، كان استثنائياً لم يكن يعرف اليأس أبداً، كان رجل دولة (مخضرم) خدم وطنه بكفره وإنسانيته، أسطورة لن تتكرر، رجل في منتهى الثقافة والعلم والأدب والتواضع الجم، أخلص لوطنه فأحبه الوطن، أخلص لمواطنيه فزاد إعجاباً.
أبدع في الوزارة وفي السفارة وفي السياسة وفي الأدب وفي الشعر، فنال رضا الجميع. كُلِّفَ بالوزارة فكان خير وزير، وكُلِّفَ بالسفارة وكان خير سفير.
الكثير من الطلاب يدينون له الفضل عندما كان سفيراً في لندن.
كل النجاحات التي نشهدها اليوم في الوزارات التي تقلَّدها تتحدث عن إنجازات هذا الرجل العظيم، ألم أقل لكم إنه رجل استثنائي.
رسالتي إلى الوزارات التي تقلد حقيبتها، والإدارات التي ترأس مجالسها، والسفارات التي شغل مناصبها أن يقدموا له شيئاً من الوفاء بحق هذا الرجل. وأقصد بذلك القيام بعمل مشروع خيري يعود عليه بالنفع في آخرته.. تخليداً لذكراه العطرة ووفاءً له، وهذا أقل ما يستحق.
رحم الله الوزير والإنسان المبدع رحمة واسعة.
وعزائي لأسرته ومحبيه وللوطن جميعاً، أسكنه الله فسيح جناته (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
خالد بن عمر العطيش