إنَّ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إحدى مؤسسات هذا الوطن الغالي المعنية بتنمية الشباب وتعليمهم وتزويدهم بالمعارف والعلوم والمهارات وتدريبهم على مجالات العمل وعلى المشاركة في مسيرة بناء الوطن بكل أريحية وإقدام. وقد تميزت الجامعة بالمعاهد العلمية التابعة لها؛ حيث تتوافر هذه المعاهد في جميع مناطق المملكة، وتقدم الجامعة من خلالها التربية والتعليم في المرحلتين المتوسطة والثانوية خلال العام الدراسي، إضافة إلى البرامج غير الصفية المصاحبة خلال العام الدراسي، ثم تأتي برامج النوادي الصيفية خلال إجازة الصيف، حيث تتحول هذه المعاهد إلى خلية نحل صيفية، فتحفل بالعديد من البرامج والنشاطات المفيدة والترفيهية التي تقدمها الجامعة وفق ضوابط وقواعد عمل يُعاد النظر فيها سنويا؛ ما جعل هذه النوادي تسير في الطريق الصحيح ومن حسن إلى أحسن - ولله الحمد -.
لقد احتضنت الجامعة كثيرا من الخبرات البارعة في إعداد النوادي الصيفية، وتوافر لها ما لم يتوافر لغيرها من الطاقات البشرية الماهرة في ابتكار المناشط الإيجابية الممتعة والمشوقة التي تتحقق من خلالها أهداف النوادي الصيفية النبيلة التي أقرها مجلس الجامعة. إضافة إلى وجود المقار المناسبة للمعاهد العلمية التي تتاح فيها الملاعب والصالات المتعددة الأغراض وقاعات الرسم والابتكار والتراث الوطني ومعامل الحاسب واللغات، كما تم تفعيل التواصل مع عدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية ضمن برامج النوادي، وذلك بترتيب الزيارات الطلابية لها؛ لتعريف الشباب بها وتوثيق التواصل معها، والاطلاع على مراحل تطورها ومواكبتها للعصر الحاضر، عصر المعلومات والصناعة والتقنية. فبرز نشاط الجامعة في المجتمع بشكل واضح ومميز، وأسهمت التغطيات الصحفية والإلكترونية لكثير من نشاطات النوادي الصيفية في تعريف المجتمع بالجهود المبذولة التي تستحق الوقوف عندها والإشادة بها.
ونظراً إلى أهمية النوادي الصيفية، وبروز النشاط المتميز للجامعة فيها، فقد استشعرت الجامعة ضرورة الإعداد المبكر لها، والعناية بالترتيبات اللازمة، وقاد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل فرق العمل واللجان المختصة، وناقش معهم توزيع المهام وسبل تطوير أداء النوادي، ووسائل التغلب على المعوقات، ووجَّه بإتقان العمل، ودقة التنفيذ، وكانت الثمرة تفوقا يخول الجامعة أن تكون هي جامعة النوادي الصيفية، وأن تكون النوادي الصيفية هي نوادي الجامعة.
إنَّ هذه العبارة بقدر ما تعكس من التميز فإنه لا بد أن نذكر أنفسنا بما تحمل أيضًا من معنى المسؤولية الدينية والوطنية الكبيرة، والأمانة العظيمة في توجيه الشباب الوجهة الصحيحة التي تربي فيهم حب الدين والوطن وولاة الأمر، وحسن الانتماء والولاء، وبخاصة في هذا الزمن الذي تعصف فيه الأفكار المنحرفة والاتجاهات الباطلة التي تستهدف تدمير الأوطان وتخريب الشباب والأجيال الصاعدة؛ ما يضاعف المسؤولية على الجميع، وعلى الأخص في المؤسسات التربوية ومنابر التوجيه والخطابة ووسائل الإعلام، إضافة إلى الأسرة التي يتكون من مجموعها المجتمع.
نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا ديننا وبلادنا وولاة أمرنا، وأن يديم علينا أمننا ورخاءنا واستقرارنا في ظل قيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله -؛ حيث نجد منهم كل دعم معنوي ومساندة مادية وحسن توجيه، وعناية بالغة لما فيه الخير والصلاح لشباب اليوم وعماد المستقبل.
(*) مستشار معالي مدير الجامعة