لغازي القصيبي في نفسي مكانة أباري بها منافسيه...
هذا الممتلئ حباً وثقافة، وعلماً.. هذا الذي كان الوطن همَّه وغمَّه
هذا الذي كانت بلاده أمه وأباه...
هذا الذي ما تنفس إلاَّ شعراً وحكمة...
هذا الذي أثارنا من حوله.. وجعلنا نفكر ألف مرة..
غازي الذي علمني أننا كلنا (حجاز ونجد)..
وهو الذي ما تحدث خير منه في زمني..
غازي القصيبي:
أعلمُ أنَّكَ سئمتَ من السرير، ومن مرور الممرضين حولك ودخول وخروج الأطباء..
أعلم كم تعاني من الأنابيب في وريدك.. ومن رائحة المستشفيات.
أعلم يا غازي كم يطول بك الليل.. وكم ترنو إلى كلمة (عافاك)..
نعلم كلنّا أنكَ اليومَ غدوتَ حكيمَ الكبار واستاذ الصغار.. ووطنٌ أخضر
يا غازي كلما قرأتُ كتاباً أراك.. لا تتركنا اليوم يا غازي..
فالمحبون لك ارتفعت جباههم للسماء أن يلطف بك الله.
ونحن نحبك...
يا غازي وإن قلت أنت يوماً (إن لكل إنسان قصة تستحق أن تروى) فأنت كأنما كنت تشير إليك.
يا غازي وفي أوج محنتك في الخارج كنت تفرد للوطن جناحيك فلا تبالي بالمرض وكنا معك وكنت فينا.
يا ابن السبعين شعباناً ما زلت عملاقاً أرجو أن يطيل الله عمرك لنا..
يا أبا يارا كنَتَ أفصح من نَطَقْ وأجزلَ منْ كَتَبْ، وأبلغَ من نظم..
ولأنّك غازي نلتف كلنا حولكَ محبين راجين بكل عواطفنا أن تعود لنا.. ولا تتركنا.
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa