Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/08/2010 G Issue 13825
الخميس 24 شعبان 1431   العدد  13825
 
البوابة الخارجية
كاتبات السيناريو
سعاد السعيد

 

لا أدري بمَ أعلل حرصي على متابعة إبداعات المرأة! هل بالإبداعية المتأخرة زمنيا، فهذا يصدق على بعض الفنون مثل الرسم والموسيقى فلم يذكر التاريخ اسمَ رسامةٍ شهيرة ولا موسيقارة امرأة ولا يصدق على بعض الفنون مثل الغناء والرقص، أو بالتحيز للنوع الجنسي! وهذا لا يصدق أيضًا، فثنائية الذكورية والنسوية والمرأة والرجل لا تستفزني، ولا يثيرني النقاش المقام حولها طالما نظرتي إلى إبداعاتهما إنسانية. ومن هذه الفنون النسائية التي أحرص على متابعتها الدراما التلفزيونية، وخاصة الدراما الخليجية، ومن خلال هذه المتابعة كوّنت انطباعات عامة لأشهر كاتبات السيناريو في الخليج، وهن كاتبات موسميات يظهرن في رمضان الفضيل، ولو كُنَّ شاعرات لأرجعنا أي ضعف في كتابتهن إلى تصفيد الشياطين، لأن القرناء هم أصحاب الموهبة الحقيقيون، وما الشعراء إلا وسائط نقل وتوصيل، لكنهن سيناريستات جمع (سيناريست)، سأقرأ على المقال {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} حتى لا يقرأه الأستاذان الشمسان واللحيدان، والسيناريست كاتب نثري، والشياطين لا تركب النثَّار، وليس لها تأثير فيهم ولا علاقة لها بالكتابة النثرية.

ونبدأ بالسعودية (ليلى الهلالي)، فليلى ترمي بالفكرة دون خط درامي تصاعدي يتشعب إلى خطوط فرعية تصب في الفكرة المركزية فتطورها وتبني معها صراعا، فمثلا مسلسل (ليلى ج1) فكرة تصلح لعمل سهرة تلفزيونية (تمثيلية) من حلقة واحدة، أما أن تكون مسلسلا من عدة حلقات وهي تتلخص في كلمتين فهذا يجعل العمل باردا مملا يصيب بالاكتئاب.

أما الثانية فهي إمبراطورة شركة سكوب الكتابة الكويتية (فجر السعيد)، التي تُضيع مجهودها التأليفي بالكشكشات والشكشكات التجارية المضافة إلى المسلسل بصفتها منتجة له، فيقتل جانبُها التجاري كمنتجة جانبَها الإبداعي كمؤلفة.

وثالثتهما عدوُّ الأم وكارهتها الكاتبة القطرية (وداد الكواري)، فالأشرار الذين يرتكبون المعاصي والمحرمات، والأخيار الطيبون الذين يحاربون المعاصي والمحرمات يتفق جميعهم في شتم الأم وسبها؛ إهانة الأم مبدأ عن (وداد) يُمارس كسلوك عادي وطبيعي، ليس مستهجنا أو دالا على عقوق مرتكبه، يجب وضع علامة للكبار فقط على مسلسلاتها، أو للطغاة والقساة والجبابرة، حتى لا تصير إهانة الأم أمرا سهلا هينا متهاونا فيه.

ورابعة المجموعة الكاتبة الكويتية (هبة مشاري حمادة) دع عنك الاسم غير الفني، وركِّزْ على مضمون أعمالها، (فهبة) هذه عكس ليلى الهلالي التي لديها أفكار، وليست لها قدرة على صياغتها بشكل درامي، فهبة خاوية من الأفكار، وجميع مسلسلاتها تجميع من أفلام مصرية، ومع هذا تجيد حبكَ هذه الأفكار المجمعة حبكةً درامية ممتازة تشد المشاهد؛ في بداية أي مسلسل لها ستجد أنك أمام ثلاثة أو أربعة أفلام مصرية قد شاهدتها سابقًا ثم بمهارة السارق المحترف تأخذك إلى صياغتها هي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد