Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/08/2010 G Issue 13825
الخميس 24 شعبان 1431   العدد  13825
 
قرنقل طبعة ثانية
هنالك وجه: نخبئه !
جارالله الحميد

 

يعتبر ما يكتبه المشتغلون بالحقل الثقافي من مسؤوليتهم الشخصية. أي أن المحرر الثقافي لا يتدخل في مواضيعهم إلى السقف الذي يبدو -الآن- مرتفعا بالمقارنة مع ما كان سابقا. إنّ الكاتب الحقيقي تكمن هويته في مقالاته وهذه الهوية غير قابلة للتغيير ولا التدخل. وقد صادف أنني إذْ سلمت زاوية عدد الخميس الماضي كان الزميل النبيل الدكتور إبراهيم التركي مدير تحرير الشؤون الثقافية في رحلة استجمام عائلية وأعطاني بريدا ما. ما يهم في الأمر أن اختفاء الزاوية سيكون مزعجاً للأستاذ رئيس التحرير فهو من النادرين الذين يعقدون معك اتفاقا يتضمن التزامك بمواعيدك. وإلا فما جدوى الاتفاق ؟!. هذا حديث يشخصن المسألة ولذا فلنبتعد عن هكذا تفاصيل.

تذكرت أنه في ظل وجود هذا العدد الهائل من الأندية الأدبية في الوطن لا توجد مجلة ثقافية وفكرية مختلفة عن صيغة الحدود المهيمن حتى الآن وهو أمر يبدو أنه بحاجة فقط إلى رجل شجاع ليعمل به. لأن كل الأندية الأدبية تصدر مجلات فصلية تقوم برفد الواقع الفني والفكري والذي لم يعد حديث مجالس فحسب بل إنه تحول إلى انصراف تام عن المطبوعة السعودية ويكون أول إعلان عن نادٍ ما هو مجلته !. ولكن كيف هي مجلته؟ من تخاطب؟ هل هي عملية تبرير لوجود إدارة كفء من درجة (الجيد جدا ، مرتفع !) وإذْ تتصفح المجلة سيكون غير مفاجئ لك أنها تحتوي على جزء كبير هو من باب مديح الذات بلا خجل والمادة المنشورة في غاية الإسفاف واللاقيمة. ولذا فإن من مسؤوليات معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة والذي يبلي بلاء حسنا في قوة قراراته وهو منفتح على الكتابة الجديدة ويحب الكتاب الشباب بدرجة لا شك فيها: أن يجعل المجلات التي تتعلق بالشأن الثقافي تدار من قبل الوزارة بحيث يصبح خطابنا الوطني وهو خطاب مختلف ومتعدد هو رسالة هذه المجلة كما ينبغي على هيئة تحريرها استقطاب الكتاب العرب الشامخين والمؤثرين في الحياة العامة العربية وذلك إضافة إلى أنه يفترض أن تنشر ما بوسعها من إبداع الشباب الجديد لوضعهم في مضمار مقارنة بين نظرائهم العرب. إننا نخجل من عرض إنتاجنا الثقافي في الدول العربية لأن جزءا كبيرا من ذاكراتنا احتلته مشاعر التلميذ !



Jarallah_al7maid@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد