الجزيرة - الثقافية:
فوجئ المتابعون بتوالي إصدارات الاستثناء غازي القصيبي حتى وهو في حالته الصحية الحرجة؛ فبعدما ترجم كتاب (إيريك هوفر): (المؤمن الصادق) وصدر عن أكثر من دار نشر، قدمت المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتابا جديدا له صدر قبل أيام عنوانه (الوزير المرافق) ويحكي جوانب غير رسمية من سيرته خلال مرافقته ضيوف الدولة وعند سفره مع الملك وولي العهد إبان استوزاره في الصناعة والكهرباء والصحة (1975-1984)، وتحدث فيه عن ملاحظاته الشخصية حول بعض الزعامات العربية والعالمية من خلال مواقفهم خلال الاجتماعات معهم وأبرزهم: ريتشارد نكسون وجيمي كارتر وأنديرا غاندي والحبيب بو رقيبة وهيلموت شميدت وهيلموت كول ومعمر القذافي والملكة إليزابيث الثانية وفرانسوا ميتران وعيدي أمين وبعض مشاهداته في القمم العربية.
الكتاب جاء بأسلوب القصيبي المتميز وبيانه المشرق وتعليقاته الساخرة، ومن الواضح أن مسودة الكتاب كانت معدة منذ زمن وقد اختار توقيتاً لنشرها هذه الأيام.
وعلمت الثقافية أن أياما تفصلنا عن صدور رواية جديدة له عن دار بيسان اللبنانية عنوانها (الزهايمر) ويتوقع أن تجد أصداء واسعة لعرضها خليطا من الإشكالات السياسية والمجتمعية والثقافية ومقاربتها اللغة السردية بإبداع أبي سهيل المعتاد.
القصيبي ظاهرة ولا نملك أكثر من الدعاء له وستبقى الأجيال العربية القادمة تدرسه وتتأمل مواهبه العديدة التي جعلت ثقافية الجزيرة تلقبه بالاستثناء، وهو حقا كذلك.