أعلنت هيئة دوري المحترفين السعودي عن بدء تنفيذ خطتها في تنمية موارد الأندية التي اعتمدها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه والتي يأتي من أبرز أعمالها تطوير بيئة الملاعب ورفع معدلات الحضور الجماهيري.. وعقدت الهيئة العديد من الاجتماعات مع الشركات المتخصصة في مجال تسويق التذاكر وتحفيز الجماهير على الحضور لجذب أكبر شريحة من الجماهير.

ما سبق اختصار للخبر دون الدخول في التفاصيل.. وبالتزامن مع الإعلان عنه.. كنت في مناسبة اجتماعية بمكة.. وكان للرياضة بالطبع شطر من الحديث الدائر بين الحضور.. خلالها قال أخ فاضل وهو عميد طيار سليمان بن عبدالرحمن الوابل: إن من يقوده حظه التعيس للملعب سيندم.. ولن يفكر بتكرارها مطلقاً.. فبدلاً من أن تذهب للاستمتاع والترفيه وقضاء وقت جميل وممتع.. تشعر كأنك تدخل إلى معسكر اعتقال بسبب التعامل الجاف والغلظة والقسوة فور الوصول للملعب.. يقول إنه تضايق ورجل الأمن يفتشه أمام أبنائه الصغار وكأنه مشبوه.. ويقول: «لم يقدر حتى هذه الشيبات في وجهي».. فهو لا يفرق بين مراهق وكبير.. ولم يجد غير قلم في جيبي.. فقال ممنوع تدخل فيه.. ولما رأيت إصراره ولم تفلح محاولتي معه.. يقول سحبت قلمي وكسرته وقلت تفضل هذا القلم.. وكأن لسان حاله يقول لرجل الأمن لا تظن إنك ستستفيد منه!..

وكلام العميد لم يتجاوز الحقيقة قيد أنمله.. فهذا شعور أي مشجع كتب عليه الذهاب للملعب خصوصاً في المباريات الكبيرة.. فالمشكلة هو في وضع أفراد من الأمن تربوا وتدربوا على الحزم والشدة والتنفيذ الحرفي للتعليمات وليس تقدير الحالات بقدرها.. وهذا لا يصلح في ملعب كرة. وشخصياً رغم ندرة حضوري للملاعب في العقدين الأخيرين.. شاهدت أشياء غير مقبولة ولا منطقية.. فمثلاً التعليمات تمنع دخول لوحات أو أقمشة فيها عبارات.. لكن ما شاهدته أن العسكر يصادرون الشالات الصغيرة والتي عليها كتابات بالكاد تشاهد.. ورأيت مئات الشالات المصادرة و»المكومة» على الأرض!..

والسؤال ماذا يعمل بها بعد ذلك؟!!.. فإن تم إتلافها فهو هدر للأموال وإعدام للممتلكات.. وإن لم يكن ذلك!.. فهل سيعاد بيعها ثم يشتريها المراهق بخمسة أو عشرة ريالات ثم تصادر منه ويعاد بيعها.. وهكذا دواليك.. يتم تدوير مستمر لها.. لتتحول «الشالات» إلى دجاجة تبيض ذهباً..!. وإذا كان يمنع دخولها لماذا يسمح ببيعها بجوار الملعب وهي تعتبر من الممنوعات؟!.. أليس في ذلك ابتزاز وخداع لهؤلاء المشجعين الصغار!!..

هذا التشدد المبالغ به يدفع المراهقين والشباب إلى تعلم عمليات التهريب.. بإخفاء الشال داخل ملابسهم أو رميه من خلال السور.. والأدهي أنه يقال إن التشدد يختلف باختلاف اسم الفريق.. فيتم غض النظر والتسامح في جهة من الملعب.. مقابل التشدد في جهة أخرى منه!..

والجماهير الرياضية وهم غالباً من الشباب البريء والعفوي بتصرفاته بحاجة إلى الكياسة والحنكة و»المسايسة» والصبر في التعامل معها وكسبها وليس تنفيرها.. فمن الأجدى تخصيص فرق خاصة تتولى تنظيم الدخول.. مع بقاء رجال الأمن بعيداً عن المواجهة المباشرة مع الجمهور.. ولكن قريبين عند حدوث أي مشاغبة من مشجع أو خلافه..

ومهما فعلت هيئة دوري المحترفين.. وأحضرت الشركات العالمية ووضعت الخطط ووسائل الجذب والإغراء.. لن يجدي كثيراً ما لم تراجع آلية التعامل الإنساني مع الجماهير..

هذا عند بوابة الدخول؛ أما ما يحدث داخل الملعب فحدث ولا حرج.. بالمنع من الخروج للصلاة أو الأكل أو الشرب أو الذهاب لدورة المياه.. أما الحضور قبل المباراة بست ساعات فهذه مأساة لوحدها.. ولن يحلها إلا أن يكون لكل تذكرة مقعد محدد. ويكملها هذا.. الإزعاج والضجيج بين الشوطين خصوصاً في إستاد الملك فهد!.. صخب غير معقول.. ما أجمل ضجيج «الفوفوزيلا» بجانبه.. ولن نكون جائرين لو وصفنا ما تفعله إدارة الإستاد ب «الشغب الصوتي».

الهلال في الفحص الأخير

أعطت مباراة الزعيم مع فالنسيا الإسباني وهو بطل الدوري الإسباني «إذا استبعدنا البرشا والريال» أعطت انطباعاً مبدئياً جيداً عن الفريق الأزرق.. ولم تعبر النتيجة عن سير المباراة.. وكان لها أن تتغير لو أستغل الفريدي أو نيفيز الفرص التي سنحت لهم.. فتظل اللمسة الأخيرة هي المشكلة بغياب ياسر وويلي وعدم استغلال التسديد القوي للدوسري ونيفيز.. خصوصاً أن المدرب بحسب طريقة اللعب يراهن على خط الوسط.. ولاحظت وجود أخطاء مزمنة لازال الفريق يعانيها.. منها توريط الحارس بكثرة الكرات المعادة من الدفاع.. والمبالغة في إعادة الكرة وتناقلها بين الدفاع عند حدوث ضغط على اللاعب.. وعدم محاولة كسر الضغط بتسريع اللعب ودفع الكرة للأمام وعمل هجمة مضادة خصوصاً إذا كانت كرة مقطوعة من الخصم.. ما يؤدي لحرمان الفريق من هجمة سريعة وسهله.. وزيادة الأعباء على لاعبي الفريق في تكوين هجمة جديدة والبدء فيها من الصفر. على كل حالٍ بطولة النخبة الدولية في أبها مرحلة مهمة في إعداد الفريق وتجهيزه وقياس مستواه خصوصاً من الناحية الهجومية.. بالنظر إلى أن الفرق المشاركة ستكون أقل مستوى نسبياً من فالنسيا الإسباني وإف سي كولون الألماني.

متفرقات

وجهت بعض الانتقادات للأمير عبدالرحمن بن مساعد بحجة تصريحه أن المدرب الجديد سيعلن عن اسمه بعد يومين.. ومضى أسبوعين على الموعد المحدد ولم يعلن شيئاً.. من القراءة لتصريح الرئيس واضح أنه كان هناك توقيع وشيك مع مدرب ولكن الصفقة لم تتم في اللحظات الأخيرة.. فالأمير أراد أن يكون متجاوبا مع المطالبات الإعلامية بالشفافية والوضوح.. فكشف مبكراً تحركات الإدارة بالنسبة للمدرب قبل التوقيع معه.. وهذه ضريبة الشفافية عندما تأتي قبل موعدها.. فمن أراد المعلومات بشكل دقيق وأكيد عن المدرب أو غيره فليدع الفضول ويتريث حتى يتم الحسم رسميا.

تلقيت اتصالاً لطيفاً من الأستاذ الفاضل عائض الحربي المسؤول عن الشئون الرياضية بجريدة الرياض.. حيث وضح وجهة نظره بالنسبة لتعليقي حول الخبر الذي نشره المحرر أسامة النعيمة.. حيث أكد إن أسامة أتى به من مصدر قوي وستتضح صحته خلال الأيام القليلة القادمة.. وبدوري أقدم اعتذاري الشديد للأستاذ والصحفي النشط أسامة النعيمة.. على تعجلي في التعليق على هذا الخبر الحصري والأسبقية التي تحسب له.

لتبرير رحيله عن الأهلي لنادي خليجي قال المدرب فارياس في تصريح فضائي: «إنه أتى وهو يتمتع بسمعة تدريبية كبيرة صنعها في شرق آسيا ويريد نادياً يحافظ من خلاله على سمعته ويطورها إلى الأفضل».. وبالطبع تصريحه محاولة مكشوفة لتبرير فشله مع الأهلي.. لأن الأهلي نادٍ كبير ولا يقل شأناً عن النادي الذي رحل إليه.

المركز الإعلامي للهلال عادة لا يقدم وصفاً تفصيلياً لأحداث مباريات الهلال الفريق الودية في معسكره الأوروبي.. بل يقدم تقريراً مختصراً وموجزاً عنها.. لا يتجاوز النتيجة والأهداف والتشكيلة وتقييماً مختصراً لمستوى الفريق.. فطبيعي أن لا يشير إلى حدوث احتكاك ومناوشة بين الفريدي ولاعب ألماني.. فهذه الاحتكاكات تتكرر كثيراً في مباريات كرة القدم.. فمن اعتبر عدم الإشارة لمثل هذا الاحتكاك بالفضيحة فيه مبالغة كبيرة.. وبحث عن إثارة ليست في مكانها.

البرازيلي تياجو نيفيز مطلوب منه أن يبذل جهداً أكبر ويكون على مستوى ثقة المدرب والرئيس اللذين منحاه فرصة الاستمرار.. فالشاب نواف العابد كان مردودة أفضل عندما نزل بديلاً عنه.. وأحمد الفريدي ليعرف أن عصبيته ورد الفعل المتشنج غير مقبول أبداً.. وعليه أن يكون أكثر سخونة وحيوية داخل منطقة الجزاء لأنه يفعل الصعب ويبدد جهده في اللمسة الأخيرة.. وعبدالعزيز الدوسري لديه قدم مركزة لا تخطئ المرمى «ما شاء الله» ومن يملك مثل هذه الميزة فعليه ألا يتردد في التصويب إذا سنحت الفرصة المناسبة.