منذ أن تكشفت حقائق توقيع جيريتس للمنتخب المغربي والكثير من الهلاليين يعبرون بشكل أو بآخر عن تخوفهم وقلقهم على وضع فريقهم الكروي ومستقبله بعد رحيل البلجيكي العبقري الذي قدم خلال الموسم الماضي عملا فنيا متميزا وراقيا جعل من الهلال تحفة كروية غاية في الروعة والجمال.
ولهم كل الحق في ذلك التخوف والقلق. فما فعله جيريتس من الصعب تكراره مع أي مدرب آخر. فقد تحول فريق الهلال على يديه إلى فريق من خيال يتسم أداؤه بالجمال والمتعة ويفوز بالثلاثة والأربعة والخمسة، وأصبح النقاد والجماهير بمختلف ميولها تنتظر لقاءات الهلال لأنها موعودة بالمتعة والإثارة والتشويق.
ولكن من وجهة نظر شخصية أنا لا أشارك الهلاليين القلق على فريقهم بعد رحيل جيريتس الحتمي. فهل يتذكر الهلاليون حسرتهم وحرقتهم على رحيل كوزمين، ماذا حدث بعد ذلك.؟! جاء جيريتس فقالوا ليت كوزمين رحل مبكرا..!!
من هنا أقول إنه لا خوف على الهلال برحيل جيريتس..
ولكن الخوف والقلق وضرب الأخماس بالأسداس سيكون فيما لو رحلت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
هنا يجب على الهلاليين أن يقلقوا على ناديهم ومستقبله. فما فعله سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد خلال الموسمين الماضيين لم يفعله رئيس نادي طوال تاريخه. فلم تكتمل صفوف الهلال وهو صاحب الخمسين بطولة مثلما اكتملت في عهد الأمير عبدالرحمن بن مساعد.. بل إن عناصره باتت نخبوية ومن فئة السبعة نجوم سواء كانت محلية أو أجنبية. إنهم ليسوا أحد عشر لاعبا أو أحد عشر نجما.. بل أحد عشر كوكبا أزرقا.
لقد غيّر سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد مفهوم رئاسة الأندية.. فقد جاء بفكر جديد ونهج مبتكر.. لم يعتده الوسط الرياضي. لقد أدار الهلال بعقلية القائد الفذّ وبإحساس الشاعر المرهف وأنفق عليه بحاتمية لا نظير لها.
فخلال الموسمين الماضيين صنع الأمير عبدالرحمن بن مساعد من الهلال فريقا زاهيا بنجومه.. يتمنى المدربون تدريبه، وتخفق له قلوب محبي الكرة وعشاقها. لقد جعل منه فريق الأحلام.
نعم جيريتس عمل.. وقدم منجزا تدريبيا مبهرا. ولكن سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بحضوره اللافت وجهده الخارق ووقته الثمين وبذله السخي وإنفاقه الحاتمي وقبل ذلك وبعده بفكره المتّقد وشخصيته النادرة وهيبته الطاغية هو من صنع النجاح الحقيقي.
ربما يأتي رئيس آخر في المستقبل محب للهلال، ومعطاء للزعيم، ولكن.. لن يأتي أحد بصفات وخصائص ومزايا وخصال سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
فسموه لم يضِف للهلال بطولات.. ولا منجزات وحسب.. بل أضاف له هيبة من قوة شخصيته.. ومنحه جمالا من ألَق شعره.. وأسبغ عليه جاذبية من كارزميته ..
وفوق كل ذلك.. أضاف له جماهير ومحبين وعشاق..
فقد جير سموه شعبيته الجارفة كشاعر كبير لتضاف إلى مدرج الزعيم
لا تقلقوا أيها الهلالييون من رحيل جيريتس.. فناديكم بأيدٍ أمينة..
ولكن القلق الحقيقي سيكون عند رحيل سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن كرسي الرئاسة. وعسى الله (يبطي) بذلك اليوم.