أحياناً يمر بفكري شريط خواطر شاهدتها وعايشتها في حياتي الرياضية الطويلة (نوعاً ما).. رأيت من فنون التملُّق والمتملِّقين ما لا يخطر على عقل بشر.. عدا عن متملقين من لم أستطع حل لغزهم.. أو أستوعب (نظامهم) أو (سستمهم).. رغم أن هذه الدنيا بأسرها لا تستحق كل ذلك التملق.. وإهدار العمر الزمني الذي يستهلكه ذلك المخلوق التملق المتلون والحربائي.. فالعمر يومان.. أمس المنصرم وغداً القادم.. وهما لا يستحقان أن يضني النفس بهما.. فالحياة لا تستحق منا أن نصرف العمر في حياة تملقية متلونة وحربائية مضطربة.
أولئك العوانق الذروب تنعب على الأطلال بمزيد من التحور الرخيص.. لجمع ما خفَّ وزنه وغلى ثمنه بحركات بهلوانية بلهاء تعجب البوم الشؤوم.. وذوي النفوس التي مُلِئت من سخام الفحم والتفحم.. ذوي الوزر والوزرة.. وحتى أن أولئك ولاؤهم لأنديتهم إذا لم يكن متوافقاً مع المصالح.. فتخريب اللاعبين والاتصال عليهم وتحريضهم على إدارة ناديهم هو ديدنهم.. فكل شيء إلا المصالح والتوجهات.
ولنكن منصفين ولننظر للأمر من وجهة نظر أخرى.. فليست أحوال الأندية التي تغيرت وتتغير بتسارع.. بل الدنيا بأسرها تتبدل وتتشكل.. فالمبادئ والقيم واحترام الذات واحترام كينونة الآخرين لم تعد كما كانت بل لم تعد تتوافق مع واقع الرياضة لدينا إلا من رحم ربك.. وكم رأينا من مخلص شريف يُشرّد في دروب الأندية.. يندب حظه العاثر.. وذنبه أنه كان مخلصاً يوماً ما.. بينما كل شيء تغير ولم يبق في عالم الأندية إلا سريعو التغير والتبدل والتلون والحربائية.
أيضاً هناك فئة ثالثة.. هؤلاء لا مزايدة على عشقهم لأنديتهم التي بها يهيمون.. يتقربون من أسوار الأندية.. يدفعهم حب جارف ولكن ما إن يلجوا لداخل تلك الأندية التي أحبوها إلا ويكون ابتعادهم عنها سريعاً.. بل يفر الواحد منهم كفرار يوم الهلع الأكبر.
بينما يبقى أصحاب الاستذكاء والتذاكي والقفز على الثوابت و(النطنطة) على الحبال والحبائل في كل موقع ومحفل.. فهي لغتهم اليوم.. إنما هي أيضاً أصبحت لغة القوم فمن هو اليوم ضدك.. تجده وقد أصبح غداً معك.. بينما النادي والولاء ومفردات عشق العاشق الولهان كله سراب.. فالمصالح أولاً وعاشراً.. و (إنما) أيضاً سيخذل يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. رغم الحلف والقسم والأيمان الغليظة.. و(إنما) هو أيضاً من الذين قال الله تعالى فيهم :{حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}.. وسيبقى بوم الوصولية تنعب على أطلال الأندية.. ولي عودة للموضوع المتفرع و الطويل بإذن الله.
نبضات !
- رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد المهندس إبراهيم علوان شخصية اتحادية مرموقة.. اتسم تعامله الرائع مع جميع الأطياف برائحة الورد والفل والياسمين الفواح.. وما تكريمه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير إلا دلالة لما يحمله هو شخصياً من صفات نبيلة.. وما يمثله ناديه من ثقل في الرياضة السعودية.. كما أن تكريم قبيلته العسيرية له (رجال ألمع) وهي قبيلة كبيرة التعداد.. دليل على مكانة الرجل ومكانة النادي العتيد.. ومن حظ هذا النادي الشعبي أن يرأسه أمثال المواطن إبراهيم علوان.. ومن حسن طالع الأستاذ إبراهيم رئاسته لهذا النادي الكبير!!
- من المؤسف جداً.. أن هناك من مسئولي الأندية من تتوسم فيهم العقلية المتفتحة.. وتتمنى أن تقف معهم.. وتتوسم فيهم الكثير من أماني السنين.. وتجري حديثاً معهم أو تأخذ تصريحاً منهم ثم تفاجأ بالنفي رغم تسجيل الحديث.. ونحن نلعق جراحنا حتى لا نسبب لهم حرجاً.. فمعزتهم لدينا عالية المكانة!!
- هروب المدربين من أنديتنا السعودية.. يجب ألا يمر مرور الكرام.. فهي تحتاج لبحث مستفيض.. يحدد الأسباب.. ويقنن العقود.. علماً أن كل ما يقوله أولئك المدربون من أقوال هي أقرب إلى الأعذار الواهية والواهنة.. ولكن هناك مشكلة الهروب يجب أن تناقش.. رغم الميزات المالية الهائلة التي يحصلون عليها هنا.. ورغم عدم وجود ضرائب في المملكة كما هي في أوطانهم الأم!!
- بيان الأهلي حول ما ذكره المدرب السابق فارياس كان متوتراً أكثر من اللازم لأن المدرب سبق وأعلن عقب هزيمة الأهلي من الاتحاد عن رغبته الشديدة في ترك الفريق.. وهذا يدل على عدم ارتياح المدرب في الأهلي.. ثم ماذا عن (اعتذار) المدرب الأرجنتيني جوستافو الفارو الذي اتخذ نفس نهج فرياس في عدم رغبته بالاستمرار في تدريب الأهلي.. فبدلاً من الانفعال.. كان جديراً بإدارة الشاب الأمير فهد بن خالد مناقشة سبب ذلك العزوف لمنع تكراره.. وخلق بيئة مناسبة لعمل المدربين!!
- أحسن الزميل عبدالله فلاتة في حواره مع وكيل أعمال اللاعب محمد نور في الرصيفة المدينة!!