هل يمكن إدارة المدير في بيئة العمل ؟ إن هذا السؤال قد شغل بال عدد من الباحثين والمفكرين وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنه يمكن ذلك. ولكن ينبغي ألا يفهم من هذا أن الموظف سوف يأخذ منصب المدير ويبدأ يصدر توجيهاته وأوامره إليه تاركا مهامه التنفيذية لغيره من الموظفين. فالمدير قد عين مشرفا على الموظفين بموجب قرار من المنظمة التي يعمل بها ولا يمكن أن يعفى من منصبه إلا بقرار مماثل منها أيضا.
إن مفهوم إدارة المدير يتطلب أن يكون الموظف على درجة كبيرة من الجد والاجتهاد وحب العمل والتفاني فيه. كما يتطلب منه الإخلاص والمثابرة والعطاء حتى يكسب ثقة المدير ودعمه. إن الموظف الناجح هو الذي يستطيع أن يشارك مديره في أداء مهامه الوظيفية بطريقة مشروعة ومرغوبة من قبل المدير نفسه. بل أذهب أبعد من ذلك عندما أقول بأن الموظف يمكنه أن يجعل المدير ينتظر أفعال الموظف وليس ردود أفعاله عن طريق أدائه المتميز.
وقد كتب عدد من الكتاب أمثال (جاكوز، وميشيل، وكيفن) وغيرهم عن طرق إدارة المدير في بيئة العمل، نورد بعضا منها على النحو التالي:
1- حافظ على أوقات الدوام الرسمي.
2- أصغ جيدا لأوامر وتوجيهات مديرك.
3- نفذ توجيهات مديرك قبل غيره من المديرين.
4- تجنب تأخير المهام المكلف بها.
5- كن حريصا على أداء مهامك بالسرعة والجودة الممكنة.
6- أنظر إلى الأشياء من وجهة نظر مديرك.
7- احرص على الاحترام والتعاون مع الزملاء والمراجعين فيما يخدم مصلحة العمل.
8- بادر إلى طرح الأفكار الجيدة التي تهدف إلى تطوير أساليب وإجراءات العمل.
9- احرص على تطوير قدراتك ومهاراتك الشخصية.
10- لا تهاجم مديرك مهما كانت الأسباب والدوافع.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما هي النتائج الإيجابية المتوقعة للموظف عندما يتمكن من إدارة مديره ؟ إن هناك إيجابيات كثيرة منها على سبيل المثال: التقدير والاحترام والحصول على مزيد من الحوافز والنمو الوظيفي وتحقيق مستوى أعلى من الرضا وكذلك تحقيق الذات. كما أن هناك إيجابيات أخرى لا تقل أهمية من تلك وهي التقليل من ضغوط العمل التي تأتي من المدير نتيجة مباشرة لتوجيهاته وأوامره فيما يتعلق بتنفيذ الأعمال أو عند لومه في حال التقصير في أداء المهام أو عند الحصول على تقويم أداء غير مناسب أو غير ذلك.
ولا شك أن أسلوب إدارة المدير يجعل الموظف دائما في موقف قوة يساعده على تخطي كثير من العقبات والمصاعب التي تواجهه في البيئة التنظيمية. ومع التسليم بأن أنواع المديرين مختلفة في بيئة العمل وأن هناك طرقا محددة للتعامل مع كل نوع من تلك الأنواع إلا أن هذه الطرق المذكورة أعلاه تناسب التعامل مع جميع أنواع المديرين مهما اختلفت شخصياتهم وتباينت سلوكياتهم. وأعتقد أن الموظف -في حالة استخدامه تلك الطرق- سوف ينتزع كثيرا من صلاحيات مديره الكريم. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة