احتفلت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قبل أيام بتخريج عدد من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية التدريب وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات من مختلف التخصصات الأمنية، والذين يمثلون عدداً من رجالات الأمن في الوطن العربي الكبير، حيث نهلوا من هذه الجامعة علوماً ودراساتٍ أمنية متقدمة سوف تفيدهم في عملهم الأمني على مستوى الوطن العربي، هذا بالإضافة إلى تبادل الخبرات خلال فترة الدراسة والتدريب ولا يخفى على الجميع جهود الجامعة وسعيها الحثيث لتحقيق الأمن المجتمعي في العالم العربي من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والحلقات العلمية لمناقشة مجالات الأمن المختلفة ووضع اليد على أسبابها وطرق الوقاية منها كمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومكافحة الاتجار بالبشر ومجال السلامة المرورية، ومجال الرعاية الاجتماعية، وقضايا العنف الأسري، ومجال مكافحة الفساد ومجال القضاء والعدالة الجنائية ومجال حقوق الإنسان ومجال الدفاع المدني والحماية المدنية ومجال المخدرات ومجال البحوث والدراسات الأمنية.
حيث نفذت الجامعة 476 نشاطاً في مجال مكافحة الإرهاب و117 نشاطاً في مجال مكافحة الفساد و91 نشاطاً في مجال جرائم الاتجار بالبشر و23 نشاطاً في مجال الأمن النووي و778 نشاطاً في مجال القضاء والعدالة و574 نشاطاً في مجال الرعاية الاجتماعية و682 نشاطاً في مجال المخدرات والسلامة المرورية و233 نشاطاً في مجال الإعلام الأمني و104 أنشطة في مجال الأمن السياحي و10 رسائل علمية و15 دورة و31 إصداراً في مجال الأمن الفكري، إلى جانب العديد من برامج التعاون الدولي مع دول عالميةٍ متعددة.
وما كان لهذا الصرح العلمي الكبير أن يستمر ويخرّج هذه الأعداد من رجالات الأمن لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم الدعم اللا محدود الذي يلقاه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية رئيس مجلس وزراء الداخلية العرب - حفظهم الله - حيث تم تحقيق كافة متطلبات الجامعة المادية والمعنوية.
وتسير الجامعة بخطى حثيثةٍ وتطور سريع ومواكبة للتقنيات الحديثة بإشراف مباشر من رئيسها معالي البروفيسور عبدالعزيز بن صقر الغامدي الذي يبذل جهداً غير عادي في إدارة شئون الجامعة وتذليل كافة الصعاب أمام الطلاب ليحققوا الهدف الذي جاؤوا من أجله يساعده في ذلك سعادة نائبه وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
لقد جاءت فكرة إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مع عقد أول مؤتمرٍ لقادة الشرطة العرب في مدينة العين بالإمارات العربية المتحدة عام 1972م حيث أصدر المؤتمر قراره رقم (71) بتكليف مدير عام المكتب العربي للشرطة الجنائية بإعداد دراسةٍ عن إمكانية إقامة معهدٍ على المستوى العربي لبحوث ودراسات الشرطة، وفي عام 1979صدر قرار إنشاء (المركز العربي لدراسات الدفاع الاجتماعي والتدريب) يكون مقره الرياض، وفي عام1980م تغير الاسم إلى (المركز العربي للدراسات والتدريب) تحت إشراف مجلس وزراء الداخلية العرب، وفي عام 1997م تغير اسم المركز إلى (أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية).
وشهدت الأكاديمية في تلك الفترة مراحل تطور مختلفة شكلاً وموضوعاً، حيث تطورت المعاهد التي تضمها الأكاديمية، وأضحت تمنح درجة الدكتوراه والماجستير والدبلوم ووقعت اتفاقيات تعاون مع عددٍ من المؤسسات العلمية والمنظمات الدولية؛ لذلك رؤي ضرورة إعادة النظر في مسمى الأكاديمية, فصدر قرار مجلس وزراء الداخلية العرب عام 2004م بتغيير مسمى الأكاديمية ليصبح جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
ختاما.. وفق الله القائمين على هذه الجامعة، ونبارك لخريجيها تخرجهم، ونسأله أن يحقق على أيديهم أمن وسلامة أوطانهم، والله خيرُ حافظٍ.
متخصص في شئون الأمن والسلامة والمتطوعين