في مساء مفعم بكل مشاعر الفرح والاعتزاز شرفت جامعة الملك سعود بالرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لحفل تخريج الدفعة (التاسعة والأربعين) من طلابها الذين يحملون مشاعل العلم ويصونون معالم هذا البلد الكريم. ولقد تعودنا من سموه الكريم المشاركة في جميع مناسبات هذا الوطن الكبير ودعم سموه لكافة أوجه أعمال التطور فيه، وإن هذا التشريف من قبل سموه هو أحد أوجه الدعم والتشجيع لكافة أبناء الوطن، ودلالة واضحة على الاهتمام الكبير والحرص الدائم والعناية المستمرة التي يوليها -حفظه الله- للتعليم عامة والجامعة وطلابها خاصة.
وتعد هذه الكوكبة الجديدة من الخريجين امتدادا لسلسلة العطاءات السنوية المثمرة التي تقدمها الجامعة للوطن الغالي، وما هي إلا ثمار جهود الدولة وما تتحلى به من بعد النظر والرؤية الثاقبة والوعي العميق بأسرار التنمية وسبل التقدم في عالم أصبحت المنافسة فيه مفتوحة بين الأمم، وتأتي هذه الثمار نتيجة لما تمنحه الدولة من بذل سخي وعطاء موفور في سبيل تنمية قدرات شباب الوطن وإيجاد الكوادر الوطنية المؤهلة ذات الكفاءة العالية في ظل اهتمام قائد النهضة التعليمية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وكافة ولاة الأمر -حفظهم الله-.
ويعكس هذا الاهتمام ما تؤمن به حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله- من إيمان تام بأن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع؛ إذ يشهد التعليم هذه الفترة توسعا كميا ونوعيا لم يشهده تاريخ المملكة على مدى العقود الماضية بفتح الباب على مصراعيه لكافة شباب هذا الوطن الغالي من أجل النهل من العلم والتشمير عن سواعد الجد للإسهام في بناء بلدهم والنهوض به والحفاظ على مكتسباته ومقدراته التي أصبحت مثار فخر ومحل اعتزاز لكل من ينتمي إليه؛ فقد أصبح التعليم الجامعي مشاعا لجميع أبناء المجتمع؛ وذلك بفتح باب الابتعاث إلى الجامعات العالمية، وتنويع دول ومؤسسات التعليم المبتعثين لها، والتنوع في التخصصات التي تتوافق واحتياجات سوق العمل وخطط التنمية الوطنية، والتوسع غير المسبوق في الجامعات الحكومية بزيادة استيعابها، وإنشاء الجامعات الحديثة، والدعم اللامحدود لمؤسسات التعليم العالي.
كل تلك المقومات ساعدت وزارة التعليم العالي من خلال المتابعة المستمرة من قبل معالي الوزير الدكتور -خالد العنقري- ومعالي نائبه الدكتور - علي العطية- على السير وفق خطط إستراتيجية محكمة تراعي متطلبات التنمية وتلبية احتياجات سوق العمل في الحاضر والمستقبل، وتقويمها لتحقيق جودة المخرجات وملاءمتها لحاجة التنمية المستمرة، والتي انعكست آثارها على النهضة الحضارية التي يعيشها الوطن الغالي على كافة المستويات.
ولعل الحضور الواعد والبراق لهذه الجامعة العريقة -جامعة الملك سعود- في طليعة الجامعات وفق أهم التصنيفات العالمية للجامعات يأتي بمثابة دليل حقيقي على قدرة هذا الصرح الشامخ على الأخذ بزمام المبادرة والريادة التعليمية بين الجامعات الأخرى، بل وأصبحت تنافس وتقف بشموخ على منصة الريادة العالمية بوضع رؤى إستراتيجية وشاملة لبناء مجتمع المعرفة بالاعتماد على القدرة الوطنية للابتكار، وكفاءة الإنتاج والتنافسية العالمية لتحقيق تنمية مستدامة من خلال بناء ثروة بشرية مبدعة وتوفير بيئة متطورة ومحفزة، تتضح فيها الرؤية الثاقبة والجهد الدؤوب لمعالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، وجهود العاملين في الجامعة.
- ماجستير الإدارة التربوية كلية التربية