في ضوء ما يدور من سجال عبر وسائل الإعلام حول مدى تمكين المرأة من قيادة السيارة من عدمه وما يطرح من آراء حول ذلك ففي حين يطالب البعض وبإلحاح بوجوب إتاحة الفرصة للمرأة بقيادة السيارة يأتي البعض الآخر بخلاف ذلك بل ويرفض الفكرة من أساسها في الوقت الذي لا يظهر أصحاب الرأي الأول أي دليل أو بيان واضح للمصلحة في ذلك ويأتي الفريق الثاني بلا حجة أو دليل على وجوب المنع فيما عدا هواجس الخوف ومواضعات العرف وإن بدأ من المعتدلين من غير هؤلاء من يقول بالشك والخوف من أن لا تحظى هذه التجربة باحترام المجتمع وللمتأمل في ردود الفعل لدى مختلف طبقات المجتمع يلاحظ عدم عناية الناس بهذه القضية مما يعني الرضا عن الواقع وأن قيادة المرأة ليست أولوية كما أنها لن تفضي بأي حال من الأحوال إلى خفض لعدد السائقين الأجانب والذي ربما تجاوز عددهم (700.000) سبعمائة ألف.
وفي ظل هذا التباين ألا يمكن أن نعيد النظر في مثل هذا التوجه وذلك بإمعان النظر في الأمر برمته ومطالبة الطرفين المؤيد والمعارض لعدم تجاهل إيجابيات واقعنا القائم أليس عدم قيادة المرأة للسيارة من السمات الحسنة في مجتمعنا بل هي فضيلة في حد ذاتها وباعتبارها شيئاً من المكون الأساسي لمجمل عاداتنا وتقاليدنا التي نعتز بها وإن كنا ننتظر شمولها بالتغيير تبعاً لمتغيرات كثيرة جاءت بفعل ما نمر به من تطور. ولماذا نكون صدى لمن يعيب علينا ذلك إن وجد؟؟
ثم ألا يكون من المناسب تغيير الاتجاه والبحث عن الحل البديل ولو إلى حين ثم ننظر لمعاناتنا وذلك الازدحام الشديد في مدننا بسبب كثرة السيارات وحديث المسؤولين عن وجوب اتخاذ الخطوات لإصلاح مساراتها ولا ننسى هذا الكم الهائل من العمالة الأجنبية والتي يضيف وجودها عبئاً لا يطاق على حركة السير في شوارع مدننا على اتساعها فليكن الاتجاه الآخر هو المطالبة باستقدام سائقات فربما صار العبء على بعض الأسر حيث ستقيم السائقة بداخل المنزل وستعامل معاملة الخادمة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ستكون أقل خطراً على الأسرة وربما أكثر انضباطاً ومما يوفر المعاناة من هروب السائقين. فهل يعاد طرح القضية وفق هذا المفهوم ولو إلى حين وإلى أن تتهيأ الظروف المناسبة لقيادة المرأة السعودية للسيارة بكل الأمانية والاطمئنان هذا ما نأمله.