مر الرصاص جوار أغنيتي
ففزَّع ساكنيها....
.. لحظةٌ عجفاءُ يابسةٌ
تكسر تحت أقدام التوجس والترقب
لحظةٌ تحثو غبار الموت في وجه المدينة
تسجن الريح الطليقة في قناني الخوف
في ضجرٍ وضيق
نسي الحمامُ هديله
قطناً على الصفحات
- إذ مرَّ الرصاص جواره -
وانداح في أفق المخاوف
سربُه الأعمى
وغالطه الطريق
كانت سعادُ قصيدةً خضراء يانعةً
تعددُ في جدائلها الجمال
ترجّل الشعر الأنيقَ
وكلما مر الرصاص جوارها
فرّت ملامحُها
وصارت مثل تمثالٍ عتيق
قلقٌ وصمتٌ دامسٌ
ينثالُ
- في طرق المدينةِ،
في شرايين الشوارع،
في شقوق الروح،
ملحاً قد تسرب في عميق الجرح
في رمل العروق،
مرَّ الرصاص ففزع الليل المعبأ في الشوارع..
.. والمخاوف
ريشةٌ عمياء ترسمُ في الظلام
ملامح الليل الذي أعيا تعاويذَ البريق،
وطفقت أكتب حولها
وأعيد تدجينَ المخاوف
فانكسرت كما المعاني القاصراتِ
كما القواميس التي ضجرت، من المعنى المؤطر
لم أعد طفلاً لأصدقَ بالإجابة كلما اشتعل التساؤل
لم أعد طفلاً أصدقُ كل ما قد قيل
عن غصنٍ يخادعنا به رسم الحمامة
كيف أكتب
كيف أتبع في أقاصي الوهم
خيط السلم
والمعنى يغادر صفحة القاموس
كي يطفو على ثبج
الحريق،
الخوف أعيانا
فيكف نعيد ترتيب الحياة
ونغسل الأحزان
نرفع صخرة الخوف الثقيلة
كي تمر حياتُنا عاديةً وخفيفةً
وتغادر الحزن البهيم
تغوص في نبع الشروق.