في شوال عام 1329هـ الموافق 15 يناير 1902م، وحين كان الملك عبد العزيز يستعيد الرياض مع رجاله الأربعين، ولد الأمير سعود في الكويت وقد ألهب هذا الحدث مخيلة العرب فاعتبروه وجه الخير.
في سن الخامسة عهد به أبوه إلى الشيخ عبد الله المفيريج ليتعلم القرآن وعلومه إضافة إلى «مدرسة الصحراء» المدرسة التي تخرج منها أبوه، حيث تعود على الاكتفاء بقليل من التمر، وقضاء أيام على صهوة جواده، وكانت بوادر الفروسية على الفارس الأمير واضحة، حيث أثبت صفاته الحربية إضافة إلى التزامه بواجباته الدينية.
عام 1914هـ، ذهب إلى قطر للقاء أميرها وتلقي استسلام عدد من القبائل المتمردة. وفي سن السابعة عشرة برز في معركة «تربة» التي مهدت الطريق لدخول الحجاز وشارك في حروب حائل واليمن.
لم تكن شخصية الأمير الفارس تقف عند هذا الحد، ففي أول عملية إرهابية تشهدها الدولة السعودية الثالثة، وخلال موسم حج عام 1934م، انقض أربعة من الإرهابيين في محاولة لاغتيال الملك عبد العزيز، كان الفارس الأمير سعود بالمرصاد وحما والده بجسده وتلقى الطعنات في كتفه.
بعد وفاة تركي بن عبد العزيز الأول عام 1933م، دُعي أعيان المملكة العربية السعودية لمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد في مكة المكرمة. وعام 1937م مثل والده في تتويج الملك جورج السادس، وبعد تعيينه أميراً على نجد والحجاز تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي ترومان عام 1946م.
بويع سعود ملكاً على البلاد بتاريخ 5-3-1373هـ 11-11-1953م. حيث أعلن الديوان الملكي وفاة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية - تغمده الله برحمته - والتفّ أفراد الأسرة المالكة الكريمة حول جثمانه، وخرجوا من عنده وبايعوا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز ملكاً على البلاد على طاعة الله ورسوله والسمع والطاعة، فنودي سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية في ذلك العام. وعلى إثر ذلك أعلن جلالته ولاية العهد لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز، كما بايع سموه على إثر ذلك أفراد الأسرة المالكة.
في تلك الأثناء كانت المنطقة تعيش فترة ملتهبة، وكان الصراع الأمريكي - السوفيتي في أوجّه حيث أطماع الاشتراكية في المنطقة كانت واضحة للعيان. من هنا بدأت النظرة الحكيمة للملك سعود حيث قام بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي أيزنهاور في يناير 1957م، فقد كسر الرئيس الأمريكي البروتوكول حين استقبل ضيفه الملك بنفسه على أرض المطار، حتى في قاعات الأمم المتحدة استقبل استقبالاً مهيباً، ووضع الأمين العام للأمم المتحدة داغ همر شولد بوصلة خاصة تُعين الملك ومرافقيه على تحديد اتجاه القبلة في الصلاة. احتراماً وإجلالاً لهذا الزعيم الإسلامي.
ويصف الرئيس أيزنهاور الملك سعود في مذكراته بأنه شخصية محبوبة وودودة ويذكر اسم الله في كل جملة، وأنه تعرض لضغوطات من اليهود لإلغاء الزيارة، ولكنه أصر على الزيارة بأهمية الزعيم القادم من الصحراء. وذكر بأن الملك تحدث مدة طويلة عن التنمية والتطور واصفاً إياها بأنها مطلب شعبي لدرجة أن الرئيس استغرب هذا الحب لشعبه.
ثم أعلن بيان مشترك عقب الزيارة التأكيد على أهمية المملكة العربية السعودية، بحكم مركزها الروحي للعالم الإسلامي، وموقعها الجغرافي في المنطقة، وأهميتها بوجود الثروة النفطية، وأن الحكومتين ستعملان كل ما في وسعهما لحل مشاكل الشرق الأوسط، وأن أهداف شعوب المنطقة هي العيش بسلام والتمتع بالحرية الاقتصادية، والحفاظ على استقلالها التام.