إن المتأمل في واقع حال الشركات المحلية حينما يقلب في طي وثائقها وما تطرحه في سياق معلوماتها المعتمدة من سياسات واستراتيجيات ليتبادر إلى ذهنه جملة من الأسئلة كلها تدور بين فلكي التنظير والواقع لحال هذه الشركات.
شركات عدة بعد أن يرسو بها الحال إلى واقع نشاطها الذي أسست من أجله تقوم بواجبات التنظير والوجاهة الإعلامية لا أكثر في هذا السياق؛ فتصيغ رؤيتها ورسالتها الاستراتيجية بما يظهرها إعلامياً وتُنظر لقيمٍ قد تكون في منأى عنها، أما الأهداف فقد يكون لها من الواقع نزرٌ يسير.
بونٌ شاسع بين مَن يرسم ملامح سياساته الاستراتيجية ويؤسس لرؤية ورسالة تعكس حال شركته ويقنن نظمها ويرسم أهدافها الاستراتيجية ومن ثم يضع استراتيجياتها ويبدأ تنفيذها كما هو حال نماذج عدة من الشركات الأجنبية التي على الغالب تكون سالمة من التعارضات بين تسلسل الأهداف والاستراتيجيات والسياسات.
أما حال واقع نماذج من الشركات المحلية فإنها تقوم بعكس ذلك تماماً بحيث تضع نشاطها وتبدأ تنفيذه ومن ثم ترسم سياساتها وتضع استراتيجياتها ونظمها، وبعد ذلك تنشد تحقيق أهدافها التي هي في الأساس كانت طموحاً وتطلعات.
الهوة واسعة والبون شاسع بين الحالين؛ فمن ينشد لحال منشأته النجاح فعليه أن يستمد ويستنير بمَن له الباع في هذا المجال، وأن يستلهم تجارب النجاح من الآخرين.
أسئلة عدة أطرحها، وليس لدي إجابة شافية عن واقع حال هذه الشركات:
- هل تتوفر في شركاتنا المحلية جميع الآليات الهيكلية؟ وهل هناك ترابط بينها بما يتناسب مع الاستراتيجية الموضوعة؟
- هل تتوافق الاستراتيجية الموضوعة مع رؤية الشركة ورسالتها؟
- هل يوجد في الشركات نمط إدارة يتلاءم مع متطلبات تنفيذ الاستراتيجية؟
- هل يتم تبليغ الاستراتيجية بطريقة سليمة لجميع الأطراف في الشركة؟
- هل تقوم الشركة بالفعل بإنجاز ما تم تخطيطه من أهداف مرسومة؟
- هل الاستراتيجيات الموضوعة تحقق النتائج المرغوبة؟
- هل هناك حل لجميع التعارضات القائمة بين الأنشطة الوظيفية بما يناسب متطلبات تنفيذ الاستراتيجية؟
- هل هناك نظام للرقابة يوفر التغذية الراجعة الضرورية للإدارة العليا في الشركة؟
هذا كله, وما يُطرح في هذا السياق ما هو إلا نقد لحال شريحة من الشركات المحلية, أما التجارب الثرية والتي لها حظ من النجاح فإنك إن أردت الغوص في أعماق معلوماتها فستجد أنها استنارت واستدلت الطريق بمَن لهم رصيد من التجارب والواقع, استندت إلى قواعد وأساسات استلهمتها من نخبة من الاستشاريين أولي الخبرة في هذا المجال, وأرشدتك هذه الشركات إلى كل مَن له يد في تزويدها بالخبرات اللازمة.
مراجع علمية ومصادر معلوماتية يجب أن تكون هي الأساس والدليل لخريطة طريق كل شركة تنشد تأسيس منظومة تكون لبناتها راسخة وراسية.
طالبة الدراسات العليا -برنامج ماجستير إدارة الأعمال بجامعة القصيم