زرتُ (المجمعة) لأول مرة في مرحلة مبكرة من عمري الإذاعي، كانت مدينة بسيطة بساطة أهلها الذين أكرموني كرماً بالغاً، لم يكن فيها شارع مزفت، ولا خدمات تعليمية، أو صحية، أو بلدية كافية، كانت جرداء، إلا من شجيرات متناثرة هنا وهناك.
أثناء الزيارة رأيت في (المجمعة) بعض الرياض المحيطة بها، وقد كستها الأعشاب، والشجيرات، وزينتها الورود والزهور، واستمتعت مع نفر من أبناء (المجمعة) بسياحة قصيرة فيها، ونمت صداقات وعلاقات بيني وبين بعض أبناء المجمعة، مازالت باقية حتى الآن.
اليوم (المجمعة) تبدّلت وتغيّرت التنمية طالتها كما طالت أي محافظة سعودية، وأهم ما في المجمعة وجود جامعة تحمل اسمها، يشهد العام المقبل إن شاء الله، إنشاء كلية للطب في (جامعة المجمعة) نفسها، وكلية لطب الأسنان في محافظة الزلفي، وأنقل هذه المعلومة عن نائب وزير التعليم العالي (د. علي بن سليمان العطية) الذي أوضح في الوقت نفسه أن عدد طلاب هذه الجامعة وصل إلى (7) آلاف طالب وطالبة، ومن المفرح جداً أنها احتفلت يوم الأربعاء (4 رجب 1431هـ) بتخريج أكثر من (700) طالب وطالبة، هؤلاء يبدؤون خطواتهم الأولية في: خدمة وطنهم، ويدعمون تنميته المستمرة، وقد ينضم منهم إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وقد باتت معلماً علمياً كبيراً في المجتمع السعودي.
قد لا يعلم كثير من الناس خارج المجتمع السعودي، ان فيه حتى الآن (24) جامعة، بعد أن كانت (8) جامعات فقط، وأن مؤسسات التعليم العالي تغطي (86) محافظة سعودية، وأن فريق عمل شرع في تخطيط مبنى المدينة الجامعية في جامعة المجمعة، تقام على مساحة قدرها (6) ملايين متر مربع، من المقرر أن ينتهي العمل منها في غضون ثلاث سنوات إن شاء الله.
(الدكتور العطية) استبعد أن تخفض وزارة التعليم العالي، نسب القبول في كليات الطب، فهي كما قال: (تخضع لاعتماد أكاديمي، يراعي معايير للجودة، منها نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس، فضلاً عن أن الوزارة تحافظ على الجودة والتميز في أداء كليات الطب).
هذه صورة (محافظة المجمعة) اليوم، وقد حرصتُ أن أتحدث عن التعليم الجامعي فيها، لأنه أعظم استثمار بشري، يتبدى في حاضرها ومستقبلها، فتهنئة لسكانها عامة، وطلبتها وطالباتها على وجه الخصوص، وأتمنى - بهذه المناسبة - من وزارة التعليم العالي ووزيرها (د. خالد العنقري) ونائبه (د. علي العطية) إنشاء جامعة في (محافظة ينبع) ولعل زيارة قصيرة لها، ومتابعة تطور التعليم فيها (بنين وبنات) والتوسع الذي نهجته وزارة التعليم العالي في إنشاء الجامعات السعودية، كفيل بأن تكون في (ينبع) جامعة.
بريد إلكتروني: badr8440@yahoo.com