تُعرَّف التنمية البشرية لدى الأمم المتحدة بأنها «توسيع الخيارات لدى البشر»، ويقال: إذا كان لديك خيار واحد فهو ليس بخيار بل هو إجبار، وإذا كان لديك خياران فتلك مشكلة، وأما إذا كان لديك ثلاثة خيارات فأكثر فأنت تمتلك خياراتك.
والسؤال ما هي الخيارات الاستثمارية الموجودة في قطاع الأعمال السعودي ؟
«أسهم، أو عقار، أو عمل مؤسسي خاص أو مشترك» يا لها من خيارات!
عند التأمل في كل واحد منها سنجد أن خيارات المضاربة في الأسهم ليست سوى مخاطرة عالية أو لعب بالنار فضلاً عن كون المضاربة في أي قطاع إذا كانت هي الأصل فقد تعدت الحدود التجارية والأخلاقية ووصلت لأمر آخر!
وأما القطاع العقاري فهو قطاع متشعب وكبير ومهم ومع ذلك فليست له جهة منظمة بل توجد جهات تعتبر هي أحد أهم أسباب المضاربة!
فلو كانت هنالك تسهيلات وخدمات للمطورين العقاريين الجادين لما استطاع المضاربون أن يجدوا لهم مجالاً للتأثير في هذا القطاع، فضلاً عن أن المطور يقع بين عدة مطارق وسندان أو أكثر، فأسعار الأراضي التي وصلتها الطرق الرئيسية بحسبة بسيطة تجعله خاسراً إن طور مشروعاً إسكانياً مثلاً!
وإن توجه للأراضي البعيدة ذات الأسعار العادلة فلا توجد طرق ولا خدمات تصلها وستجعل مشروعه يحتاج لأناس من الفضاء أو من أي مكان غير البشر!
وأما الخيار الثالث إن اعتبرناه خيارات، فهو في تأسيس مؤسسة أو الدخول في شراكة عبر شركة محدودة أو مقفلة، فذلك يتطلب صبر أيوب وحلم الأحنف وشجاعة عنترة وذكاء إياس وكرم حاتم!
فالأجهزة الحكومية المعنية بتراخيص معاملاته تتعامل معه بمبدأ الشك حتى يثبت العكس، وبمبدأ أنك ستكسب ويجب أن لا تنطلي علينا ألاعيبك وحكايا أن مشاريعك تخدم الاقتصاد والوطن، فالتاجر في نظرهم ليس سوى لص يرتدي قناعاً!
وأما النظام فلا يمكن تطويره أو تجاوزه بهدف المصلحة فهو قرآنٌ مُنزل! والوقت ليس سوى وقت وليس من ذهب وليس هو الحياة فمن يقول ذلك!
فالمدير في إجازة، وأوراقك غير مكتملة، والنظام لا يسمح!
يقول شكسبير:
« شكوكنا خونة! ويجعلوننا نخسر الجيد الذي من الممكن أن نكسبه من خلال الخوف من التجربة».
والسؤال:
إن كنا فعلاً ندرك حجم تأثير البيروقراطية السلبي على اقتصادنا الوطني فمتى سنقوم بتطويره وتيسيره ؟
يقول أحد مفكري الشرق:
«الآن هو الوقت المقبول، لا غداً وليس أي موسم أكثر ملائمة فاليوم هو اليوم الذي يمكنك أن تؤدي فيه أفضل عملك وليس يوماً ما أو سنةً ما في المستقبل!».
وأما أننا نخاف من الفشل، وأننا قمنا بالكثير من المحاولات ولم ننجح، فذلك ليس إلا سبباً للتغيير وليس التوقف!
يقول جاردنر
«إننا ندفع ثمناً غالياً جراء خوفنا من الفشل».
وإن لم يستطع أي جهاز حكومي منظم لقطاع معين أن يقوم بتغييرات شاملة ومتقنة فلدى اليابانيين شعاراً إداريا جميلاً يُسمى «كايزن» ويعني: تطوير جزئي مستمر.
والسيل من القطرات، ومن يخشى تجاوز البيروقراطية المعطلة لمصلحة العمل فلن يبدع ولن يتقن عمله أبداً
يقول آينشتاين:
«كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان عمل بحرية» وأزيد أنا وبإخلاص ونيةٍ طيبة وشجاعة!
كاتب ورجل أعمال
majed@alomari.com.sa