بمثل هذا الوضوح في الطرح والتناول الصادق يأتي الدكتور جاسر الحربش في مقاله الأسبوعي بصحيفة الجزيرة الصادرة يوم الأربعاء الموافق 19-6-1431هـ معبراً عمّا يحز في نفسه ونفس كل مواطن من ألم وحسرة شأنه شأن كل وطني غيور على وطنه ومواطنيه متناولاً بعض قضايا المجتمع بالتلميح تارة وبالوضوح تارة أخرى وكأنه يريد أن يقول الكثير وإن قال ما بوسعه قوله من عرض لقضايا مهمة تستوجب أن تكون محل دراسة وعناية وصولاً إلى أفضل الحلول لها وعدم الإبقاء عليها كما هي والتي من بينها ما يتعلق بتوغل العنصر الأجنبي في أمورنا الحياتية والاستحواذ على فرص العمل التي هي من حق المواطن ووجوب جعل المرأة ذات فعل في المجتمع في منظومتنا الاقتصادية وتدريب الشباب وإتاحة الفرص لهم للحصول على المهارات اللازمة مما يساعدهم على العثور على فرص العمل في الشركات والمؤسسات المليئة بالأجانب والانصراف عن تلك المناكفات والجدل العقيم مما يدور من تراشق لفظي حول تعريفات الخلوة والاختلاط والإرضاع وما إلى ذلك مما هو من توافه، وما آل إليه من تفسخ وضياع وإلى هذا الكم العجيب من العمالة السائبة ومدى تأثيرها السلبي على المجتمع وإفساده والعبث فيه والتوغل في أصغر تفاصيله من الاتجار بالمحرّم والتزوير وغيره من قبل تلك العناصر في سبيل حصولها على المال في وقت يتسكع فيه شبابنا في تيه غريب واللهو وإضاعة الوقت فيما لا طائل من ورائه يساعده في ذلك ما تسوقه بعض وسائل الإعلام على اختلافها من برامج تافهة، بل إن الأمر قد تجاوز ذلك إلى محاكاة تلك العناصر من العمالة الأجنبية الفاسدة بالقيام بمثل ما تقوم به من ممارسات مشينة وفي مقدمتها السرقات والتعدي على الآخرين. نعم، إن الكثيرين مثلك يا دكتور مسكونون بالهم الحقيقي فيما يدور والذي يكاد يدفع إلى المزيد من الأضرار بالمجتمع فهل سيعي هؤلاء ممن أشرت إليهم ما قلت..؟ هذا ما نرجوه ونأمله. ونسأل الله العون للجميع وأن يديم عليك التوفيق ويعينك بالسداد.