Al Jazirah NewsPaper Friday  02/07/2010 G Issue 13791
الجمعة 20 رجب 1431   العدد  13791
 
لك كل الحق أن تفاخر بعمّك يا دكتور حمزة

 

الدكتور حمزة بن محمد السالم أحد الكتّاب البارزين الذين سعدت بمشاركتهم مؤخراً جريدة الجزيرة.. هذا الدكتور صاحب فكر وقلم ممتاز يتناول المواضيع التي يتطرّق للحديث عنها بكل عمق.. لا يدخل في سفاسف الأمور.. ويحرص على دعم كلامه بالشواهد والبراهين. لقد كان موفّقاً كل التوفيق في مقاله الأخير الذي نُشر في يوم الجمعة قبل الماضي حيث تحدث فيه عن رجل من رجالات الدولة المخلصين.. رجل جمع بين العلم والثقافة.. والإدارة.. رجل خير.. وشهامة.. إنه معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم.. أمين عام مجلس الوزراء والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين.. هذا الرجل الذي تشرّف بخدمة الدولة وفي عدّة مراكز قيادية ذات طابع خاص.. حيث عمل مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في مكتبه حين كان وزيراً للمعارف. ثم انتقل مع الملك فهد - رحمه الله - إلى وزارة الداخلية بعد اضطلاع جلالته بمهام وزير الداخلية وعمل مديراً عاماً لمكتب وزير الداخلية. ثم كلف إلى جانب عمله مديراً لمكتب وزير الداخلية، كلف بالإشراف على مجلس الأمن الوطني في بداية تشكيله. لقد سعدت كثيراً وتشرّفت بالعمل مع معاليه في تشكيل إدارة مجلس الأمن الوطني اعتباراً من 1-9-1390هـ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت قريباً من معاليه، وقد سعدت بتوجيهاته وعرفت عنه الشيء الكثير من الأعمال الخيّرة والإنسانية التي كان معاليه يقوم بها سراً.. ويرجو في ذلك المثوبة والأجر من الله سبحانه وتعالى. وكان معاليه محل تقدير ومحبة الجميع مسؤولين وموظفين.. وعندما يرد ذكر اسمه يثنى عليه.. ويدعى له ويشكر على أفعاله وصنيعه مع الناس.. لا يتردد أبداً عن مساعدة المحتاج.. أو الشفاعة لم يطلبها في أمور جائزة.. لا ضرر فيها ولا إضرار.. أخذاً بتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه اشفعوا تؤجروا والشفاعة من القادر عليها مطلوبة. وبعدما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - مقاليد الحكم تم تعيين معالي الأستاذ عبدالعزيز أميناً عاماً للأمانة العامة بمجلس الوزراء لسنوات طويلة.. وبعد انتقال الملك فهد - رحمه الله - إلى الرفيق الأعلى وبعد سنوات من ذلك عُيِّن معاليه مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - أمدّ الله في عمره -، وأخيراً التمس معاليه من خادم الحرمين الإحالة على التقاعد ليتفرغ إلى أموره الخاصة فكان له ما أراد، وأحيل للتقاعد مشكوراً ومذكوراً بما أنجز من أعمال وقدم من خدمات. معالي الأستاذ عبدالعزيز السالم إلى جانب كونه إدارياً من الطراز الأول فهو كاتب مبدع ومثقف.. كان وكما هو معلوم يكتب تحت اسم مستعار وهو (مُسْلم بن عبدالله المُسْلمْ) ولا أحد يعرف من هو هذا المُسْلم، وأخيراً أفصح عن اسمه وأخذ يكتب تحت اسمه الصريح. فهو من الرجال القلائل الذين خدموا الدولة بكل إخلاص ونزاهة وأمانة وكان يكره الأضواء ولا يحب أن يكتب عنه شيء أو يقال عنه شيء لأنه يؤمن بقوله تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. كان أبو عصام عصامياً بمعنى الكلمة.. وكان يعطف على الفقراء والمساكين.. وبخاصة منسوبو الجهاز الذي يعملون تحت قيادته.. فذات عام كان مجلس الأمن الوطني يعمل في موسم الصيف في مدينة الطائف، حيث وجود الحكومة وجميع الموظفين يعملون هناك.. وذات يوم قال لي أبو عصام يا أبا سعود هل تعرف سكن «فلان ...» أحد المستخدمين العاملين بالمجلس، فقلت له نعم أعرفه.. قال أريد زيارته في بيته، قلت إذاً بعد صلاة العشاء.. قال لا نريد أن نثقل عليه بشيء.. فأحسن تكون زيارتنا قصيرة وبعد العصر قبل الإفطار (لأنّ الوقت كان في شهر رمضان).. فقلت الرأي ما تراه.. فذهبنا إلى الرجل المقصود بالزيارة ودخلنا مسكنه ورحب بنا.. وبعد الجلوس بعض الوقت استأذنا بالانصراف وذهب معنا يودعنا، فما كان من أبي عصام إلا أن أخرج ظرفاً من جيبه بداخله بعض النقود وأعطاه للرجل.. وأخذ يلهج بالدعاء لأبي عصام ووالديه ... هذه حالة.. أما الحالة الثانية فكان أبو عصام وأنا في مكتبه بالرياض بعد صلاة الظهر وباب المكتب مفتوح.. ولا يوجد سكرتير ولا حارس وبينما نحن نناقش موضوعاً وإذا بشخص يدخل علينا المكتب مرتدياً الزي الوطني السعودي واعتقدنا أنه مراجع، وقرب منا وهو يسأل عن عبدالعزيز السالم لأنه لا يعرفه وإنما يسمع باسمه.. وذكره الحسن.. فقال أبو عصام وصلت إلى خير.. ماذا تريد.. قال أنا رجل من اليمن أرغب الحصول على الجنسية السعودية وأبي مساعدتك لي.. لأن هذا الرجل يسمع عن أبي عصام سماحته وحبه للخير ومساعدة الآخرين.. واعتقد أنه سيساعده على الحصول على الجنسية السعودية بهذه البساطة. فما كان من أبي عصام إلاّ أن أجابه قائلاً أنت يا أخ يمني والإخوة أبناء اليمن يعيشون ويتمتعون بالحرية والعمل بدون قيد أو شرط.. فقال الرجل هذا صحيح لكن أنا أرغب أن أستفيد من الضمان الاجتماعي. فلولا بساطة الرجل، وأعني به أبا عصام، لولا بساطته ولطفه وذكره وسمعته العطرة التي علم بها السعودي وغيره لما تجاسر هذا اليماني إلى البحث عنه ودخول مكتبه. وفي الحقيقة أبو عصام محل فخر واعتزاز ليس لأسرته أسرة آل سالم.. ولكنه محل فخر واعتزاز للوطن ككل.. إذاً من حقك يا دكتور حمزة بن محمد السالم أن تفاخر بعمك معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم وأن تشيد به وتكتب عنه وتعرّف به وبخصاله الحميدة التي قلّ أن تتواجد في شخص واحد.. ومن حقنا نحن كزملاء لمعالي الأستاذ عبدالعزيز السالم تتلمذنا على يديه أن نفاخر به أيضاً، فهو رمز من رموز بلادنا الطيبة المملكة العربية السعودية .. نسأل الله أن يمده بالصحة والعافية وأن يمد في عمره على طاعة الله. وإنْ كان لنا من رجاء بهذه المناسبة فهو رجاء موجَّه لسعادة الأخ العزيز الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة بأن تتولّى الجزيرة مهمة الإشادة بهذا الرجل وذكر أعماله وخصاله الحميدة.. وكم يكون جميلاً أن تتولى جريدة الجزيرة إصدار كتاب على غرار ما أصدرته عن معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي «شفاه الله»، فالجزيرة عوّدتنا المبادرات الطيبة، ومعالي الأستاذ عبدالعزيز جدير بذلك، والله نسأل أن يتولى الجميع برعايته في ظل خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة.

عبدالعزيز بن حمد السويلم
عضو مجلس منطقة الرياض


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد